قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

شهد حفلُ ختام مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الثاني عشر الذي تقيمه العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية تحت شعار: (الإمام الحسين-عليه السلام- مشكاة الحرية ونبراس الشهادة) والذي أُقيمت فعالياته في الصحن الحسينيّ الشريف عصر اليوم الجمعة (5شعبان 1437هـ) الموافق لـ(13آيار 2016م)، إلقاء العديد من الكلمات لشخصيّاتٍ ووفود مشاركة في المهرجان ومنها كلمة وفود قارة أفريقيا وأوروبا التي ألقاها بالإنابة عنهم الشيخ الدكتور محمد أيمن عبدالخالق والتي استهلّها بتقديم الشكر والامتنان للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية على ما بذلتاه من جهودٍ كبيرة وحثيثة من أجل إنجاح هذا المهرجان الحسينيّ العالميّ.

وأضاف: في الواقع إنّ قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ليست مجرّد قضيّة تختصّ بمذهب أو بطائفة معيّنة بل هي قضيّة الإنسانية جمعاء، فقد كان الإمام الحسين(عليه السلام) وما زال يمثّل العقل الكامل والضمير الحيّ لكلّ إنسان، إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لم يخرج مضحّياً بنفسه وبأهل بيته وأعزائه من أجل سلطان دنيويّ أو من أجل مصالح شخصية أو فئوية ضيّقة، وإنّما قام من أجل ما قام به أخوه وأبوه وجدّه (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قاموا من أجل تحقيق العدالة الإلهية في هذا العالم، تلك العدالة التي هي أمّ الفضائل والسجايا هي الهدف الأقصى والغاية النهائية التي من أجلها قد أرسل الله تعالى جميع رسله وأنبيائه وأنزل كتبه السماوية من أجلها، هذه العدالة التي من أجلها قامت كلّ الأديان هذه العدالة التي نراها متجلّية في جميع أحكام الشريعة الغرّاء التي جاء بها الإسلام المبين التي تُعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه .

مبيّناً: نحن لا نجد أيّ حكم إسلاميّ شرعيّ يخرج عن إعطاء هذه الحقوق إمّا حقّ الخالق أو حقّ المخلوقين، وقد انتهج أهل البيت(عليهم السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) هذا النهج -نهج العدالة- الذي جاء في القرآن الكريم في جميع أقوالهم وأفعالهم والإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول في آخر عمره للحسنين (كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)، ولم يقل كونا للكافر خصماً وللمسلم عوناً لأنّ المسلم قد يكون ظالماً وقد يكون الكافر مظلوماً، إذن هو يؤكّد دائماً على أنّ العدالة هي أصلٌ ومحورٌ يتمحور حوله الإسلام، وإنّ العدوّ الرئيس للإسلام ليس الكفّار وإنّما الظالمون سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، فهنا يؤكّدون على هذا الأمر وقد كانوا (عليهم السلام) في صراعٍ مع الظالمين طوال حياتهم التي عاشوها، والشعار الذي يرفعه صاحب العصر والزمان في نهاية هذا الحياة إنّما هو شعار العدالة (يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً) فهذا الذي من أجله قام الإمام الحسين(عليه السلام) هكذا ينبغي أن نعرض الإسلام للآخرين، أنّ الإسلام هو دين العدالة التي يصبو اليها والى تحقيقها الكلّ، هذا هو الأمر الأوّل .

وتابع: أمّا الأمر الثاني الذي نريد أن نشير اليه هو ضرورة إبراز دور الفكر الإسلامي العقليّ، يعني دور العقل في الفكر الإسلامي مذهب أهل البيت(عليهم السلام) كما أنّه قائمٌ على العدل أيضاً قائمٌ على العقل لا ينبغي الاكتفاء بمجرّد العواطف، العاطفة ضرورة لأنّها مظهر الإيمان والولاء ولكن هذه العاطفة إذا كانت مجرّدة عن العقل يُمكن أن تؤدّي الى ما لا يُحمد عقباه، العقل قوام الإنسانية وقوام الدين وبالتالي فإبراز العقل مع العاطفة الولائية ينبغي أن نؤكّد عليهما معاً ولا نفصل أحدهما عن الآخر لأنّ العقل بلا عاطفة لن يكون له أيّ تأثير والعاطفة بلا عقل لن يكون لها أيّ تأثير وربّما تؤدّي الى الانحراف بالعقل .

وأوضح الشيخ عبدالخالق: يمكننا تجفيف منابع الإرهاب التكفيري الذي ما قام إلّا في غيبة العقل وغيبوبته، فلذلك نحن نستطيع أن نعرض الإسلام لجميع الناس عن طريق إبراز مكامن الحسن والجمال في العقلانية والعدالة لأنّ هذا ما يمثّله إسلام أهل البيت عليهم السلام.

واختتم: "ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين لاسيّما شعب العراق الجريح -العراق أرض الأئمّة والمقدّسات- من هذا الإرهاب التكفيريّ الظالم الذي يستهدف أرض المقدّسات من حيث أنّها هي قلب الإسلام النابض، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي تتكسّر فيه جيوش الظالمين من التكفيريّين الإرهابيّين ويعود الشعب العراقي إن شاء الله الى أحسن حالاته".

التالي السابق