قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

أقامت مؤسّسةُ وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة ندوتَها العلمية الواحدة والأربعين، تحت عنوان: (مراسيم عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) في التراث الشعبي البغدادي، منذ القرن الرابع الهجري)، واستضافت فيها الأُستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني.

ذكر المحاضر رواية إخبار النبي صلّ الله عليه وآله لـ ( فاطمة بمقتل ولدها الحسين عليهما السلام) وما يجري عليه من المحن، و أنّ نساء أُمّتي يبكين على نساء أهل بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان (يوم) القيامة، تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ مَن بكى منهم على مصاب الحسين (عليه السلام) أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة.
ثمّ استعرض العزاء في القرن الرابع الهجري في بغداد؛ حيث أصبح البويهيون سادة بغداد، وجعل معزُّ الدولة البويهي ابنَ المهذّب الشيعي وزيره، ففي اليوم العاشر من المحرّم سنة (352هـ) أُغلقت الأسواق ببغداد، وعُطّل البيع، ولم يذبح القصّابون، ونُصبت القباب في الأسواق، وخرجت النساء ناشرات الشعور، يلطمنَ في الأسواق، وأُقيمت النائحة على الحسين (عليه السلام).
وأوّل مَن جعل يوم عاشوراء يوم حزن بصفة رسمية هو معزّ الدولة البويهي، وإثر ذلك تنفّس الشيعة الصعداء، وأصبح الإعلان عن شعائرهم بذكرى عاشوراء أمراً متاحاً، وأخذوا يمارسون طقوسهم بحرّيةٍ تامّة وبصورة علنية.
ثمّ أشار الزركاني إلى العزاء في الدولة الفاطمية، حيث كانت مصر في عهدهم تُوقف البيع والشراء، وتعطّل الأسواق، ويجتمع أهل النوح والنشيد يطوفون بالأزقّة والأسواق، ويأتون إلى مشهد أُمّ كلثوم ونفيسة، وهم نائحون باكون.
ثمّ ذكر عزاء التشابيه في العراق، كما تمّ استعراض أفلام وثائقية في التشابيه ومسيرة الأربعين، كما استعرض مسيرة الأربعين وما لاقاه المشاركون من التضييق والخناق، والمنع والاعتقال، والإعدام في الحكومات المختلفة في تاريخ العراق الحديث، وما آلت إليه المسيرة بعد سقوط الطاغية، حيث يشارك الملايين من مختلف المحافظات وسائر بلدان العالم سيراً على الأقدام، ثمّ ذكر استشرافاً مستقبلياً للمسيرة الأربعينية مبتنياً على بعض الإحصائيات.

وفي الختام أجاب الأُستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني على أسئلة الحضور الموجّهة إليه.

التالي السابق