يُزهر عطر المعرفة في رحاب المدرسة الصيفيّة التربويّة، حيث يلتقي العلم بالقيم والأخلاق، وتُصاغ مهاراتٌ تُبنى عليها أجيالٌ واعيةٌ مؤمنة , ففي يوم السبت الموافق 2024/7/6، أضاءت مواعظ مدرستنا الصيفيّة نورَ الشجاعة، تلك الصفة النبيلة التي اتّسم بها قمرُ بني هاشم، الإمام العبّاس (عليه السلام)، لتُلهمَ فتياتنا وتُحفّزْهُنّ على التحلّي بِها في مختلف جوانب الحياة.

الجانب الدينيّ: شجاعة قمر بني هاشم

انطلقت رحلةُ المعرفة الدينيّة مع الاستشارية إسراء الياسري، حيث عرّفت الفتيات مفهوم الشجاعة عند الإمام العباس (عليه السلام)، ذلك البطلُ الفذّ الذي جسّدَ أسمى معاني الفداء في واقعة كربلاء.
وتناولت الاستشاريّة بطولات الإمام (عليه السلام) وشجاعته المُبهرة في المعارك التي خاضها، مُبيّنةً أنّ شجاعته لم تقتصر على حمل السلاح والقتال، بل تجلّت أيضًا في ثباته على المبدأ، وقوله للحقّ، وضبطه لنفسه حتّى في أحلك الظروف.
ولم تكتفِ الاستشاريّة بالشرح النظريّ، بل حرصت على عرض بعض الفيديوهات التي تُجسّد بطولات الإمام العباس (عليه السلام)، ممّا رسّخَ المعلومات في أذهان الفتيات، وأضفى على المحاضرة لمسةً من الواقعيّة والتأثير.

الجانب التربويّ: شجاعة المُسلمة
وضّحت الاستشاريّة زينب أحمد الخفاجي الجانبَ التربويّ من مفهوم الشجاعة، مبيّنةً أنّها فضيلةٌ وسطيّةٌ بين الجبن والتهوّر. فالشجاعة الحقيقيّة لا تكمن في الطغيان والاعتداء، بل في العفو والسماحة، وفي قدرة الإنسان على التحكّم بنفسه واتّخاذ القرارات الصائبة.
وتناولت الاستشاريّة أنواعَ الشجاعة، مُبيّنةً أنّ الشجاعة البدنية تتمثّل في مساعدة الآخرين، بينما تتمثّل الشجاعة الفكرية في التمسّك بالمبادئ والقيم، ومقاومة الأفكار المُضادة لها , وحرصت الاستشاريّة على ربطَ الشجاعة بالواقع، فعرضت أمثلةً حيّةً من حياة المسلمات اللواتي اتّصفنَ بالشجاعة، مثل السيّدة زينب (عليها السلام) التي تحدّت الظلمَ بِقوّةٍ وحكمةٍ.
لاقت محاضرتَا هذا اليوم حولَ الشجاعةِ تفاعلًا من قبل الفتيات، اللواتي شاركنَ بِحماسٍ في النقاشات وطرحِ الأسئلة.
وتُعدّ هذه الفعاليّاتُ بمثابةِ حجرِ أساسٍ لِبناءِ شخصيّاتٍ قويّةٍ واعيّةٍ، قادرةٍ على اتّخاذِ القراراتِ الصائبةِ في مواجهةِ التحدّياتِ، والتحلّي بِالقيمِ والمبادئِ التي تُميّزُ المسلمةَ الحقيقيّةَ.