انطلاقًا من إيمانه بأهميّة غرس القيم الدينيّة والأخلاقيّة في نفوس النشء، واصل معهد الأسرة المسلمة التابع للعتبة الحسينيّة المقدّسة فعاليّاته ضمن المدرسة الصيفيّة التربويّة،حيث خصّص يوم الاثنين الموافق 2024/7/8 لمحاضرات تفاعليّة ثريّة ربطت بين الجانبين الصحي والتربوي، مُحييةً في الوقت ذاته شعائر الله وذكر الإمام الحسين (عليه السلام) في نفوس الفتيات لكون تلك الشعائر ذات أثر روحيّ يلتمس الفرد بركاتها في كلّ مفاصل حياته.

الجانب الصحّي : الماء... رمز الحياة وبركة الله

تناولت المحاضرة الصحّية التي قدّمتها الاستشاريّة زينب السعدي أهميّة شرب الماء مُستندةً إلى الآية الكريمة: "وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ".

حيث بيّنت جزءًا من فوائد الماء كـ:
- التخلّص من السموم الموجودة في الجسم.
- تحسين عمليّة الهضم.
- تعزيز صحة البشرة والشعر.
- الحفاظ على رطوبة الجسم.
- تنظيم ضغط الدم ... وغيرها...

وتخلّلت المحاضرة نصائح عمليّة للحفاظ على ترطيب الجسم بشكل كافٍ، خاصّةً في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة، مع التأكيد على تجنّب الإسراف في الماء.
كما أبدعت الاستشاريّة في ربط موضوع الماء بذكرى استشهاد الإمام العبّاس (عليه السلام)، راويةً قصّة تضحيته بنفسه من أجل إيصال الماء إلى أخيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه في كربلاء.. لقد اعتمدت طريقة سرد القصص وذكر الأمثلة لكونها تعدّ من أفضل الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في تبليغ المعارف الإسلاميّة.
وتناولت آداب شرب الماء، مُؤكّدةً على أهميّة ذكر اسم الله تعالى، اقتداءً بسيرة آل محمّد (صلوات الله وسلامه عليهم) العطرة.

الجانب التربوي , الصلاة... عمود الدين

أنتقلت الطالبات بعدها الى رحلة تربويّة مميّزة مع الاستشاريّة الدكتور رغدة الحربي، التي تناولت موضوع الصلاة، التي هي عمود الدين وسرّ كلّ توفيق.
وأوضحت الدكتورة الحربي كيف تُعدّ الصلاة عمود الدين وأساسه، تُساعد الفرد على الارتقاء بنفسه وتقوية صلته بخالقه.
كما ربطت بين الصلاة وبين تنمية صفات القيادة لدى الإنسان، مُؤكّدةً على دورها في ضبط النفس وتنظيم الوقت والشعور بالمسؤوليّة.
حرصت الدكتورة على تبيان أهميّة الالتزام بالحجاب في الصلاة وفي عموم الحياة، كما أكّدت على فضل التعطّر في الصلاة والاهتمام بالنظافة الشخصيّة بشكل عام، لما لها من تأثير إيجابيّ على الصحّة النفسيّة والاجتماعيّة للفرد.
ختمت فعاليات اليوم على وعدٍ بلقاءٍ مميّزٍ في اليوم التالي، تاركةً في نفوس الفتيات أثرًا طيّبًا من المعرفة والقيم والمشاعر.