يسير معهد الأسرة المسلمة التابع للعتبة الحسينيّة المقدّسة بخطى ثابتة نحو تحقيق رسالته السامية في الارتقاء بالمرأة وتطوير مهاراتها، وذلك من خلال برامجه وفعاليّاته المتنوّعة التي تُعنى بتقديم المعرفة والخبرات اللّازمة لبناء أسرة مسلمة سويّة متماسكة.
    وفي إطار هذه الجهود، شهد يوم السبت الموافق 2024/7/13 استمرار فعاليّات الدورة الحضوريّة "المرشد بين الدعم والدليل" والتي حظيت بإقبال كبير من قبل المشاركات.
وتميّز هذا اليوم بثرائه المعرفيّ وتنوّعه، حيث تضمّن دروسًا قيّمة في مجال الإرشاد الأسريّ وعلم النفس، تحت إشراف وتقديم عدد من الخبرات المميّزة..
ولأنّ الزواج يعدّ مفترق طريق في حياة الإنسان، فهو قرارٌ مصيريٌّ يُشكّل مستقبل الفرد والعائلة. ونظرًا لأهميّة هذا القرار، أولت الاستشاريّة الدكتورة رغدة الحربي في مادّة الإرشاد الأسريّ اهتمامًا كبيرًا لموضوع "الاختيار الزواجيّ", حيث بيّنت الأسس النفسيّة والاجتماعيّة الراسخة التي تقوم عليها عمليّة اختيار شريك الحياة وبما يتوافق مع ما جاء به الدين الإسلاميّ، منها: القيم والمبادئ، الاحترام والتقدير، التواصل الفعّال، والتوافق، وغيرها
ثمّ ختمت الدكتورة من خلال تبيين قنوات الاختيار الزواجيّ مؤكّدةً أنّ اختيار شريك الحياة قرارٌ مصيريٌّ لا ينبغي الاستخفاف به، ويجب على الراغبين في الزواج أن يُدركوا أهميّة الأسس النفسيّة والاجتماعيّة التي تُبنى عليها العلاقة الزوجيّة.
    وفي جانب علم نفس النمو تناولت الاستشاريّة الدكتورة آيات محمود شاكر في محاضرتها موضوع التربية، مُسلّطةً الضوء على مختلف جوانبها النفسيّة والاجتماعيّة والدينيّة. وقدّمَت الدكتورة شرحًا وافيًا للهدف الأسمى للتربية، مُبيّنةً أنّها تبدأ منذ اللّحظات الأولى لحياة الطفل، وأنّها مسؤوليّة تقع على عاتقنا كمجتمع وكأفراد، مسؤوليّة دينيّة وإنسانيّة واجبة.
ثمّ تطرّقت إلى أنّ التربية عمليّة شاملة تسعى إلى تنمية جميع جوانب شخصيّة الطفل، بما في ذلك:

- الجانب العقليّ
- الجانب العاطفيّ
- الجانب الاجتماعيّ
- الجانب الأخلاقيّ
الجانب الدينيّ

   ولأنّ القدوة تلعب دورًا محوريًّا في عمليّة التربية، حيث يُعدّ الوالدان أوّل وأهمّ النماذج التي يتعلّم منها الطفل. لذلك، فقد أكّدت الدكتورة على أن يكون الوالدان نموذجًا إيجابيًّا يُحتذى به في جميع جوانب الحياة.. وتطرّقت إلى الصفات الواجب توفّرها في النموذج لكي يكون مؤثّرًا.
ثم بيّنت أنّهُ من المهمّ أن يحافظ الوالدان على صورة إيجابيّة في نفوس أبنائهم، وذلك من خلال: التماسك، والصدق، والتسامح، والدعم وغير ذلك..
أثمرت محاضرَتَا هذا اليوم بأسلوبهما التفاعليّ عن حوارات شيّقة وطرح لوجهات نظر مختلفة، ممّا سمح للمشاركات بتوسيع مداركهن واكتساب خبرات جديدة في الجانبَين.