قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

    في رحاب المدرسة الصيفيّة التربويّة في معهد الأسرة المسلمة، وفي يوم مشحون بالمتعة والمعرفة، وهو يوم الأحد الموافق ٢٠٢٤/٧/٢٨ الذي جمع بين محاضرتين قيّمتين، الأولى حملت الفتيات إلى حياة الإمام الرضا (عليه السلام) ليتعلّمن من سيرته العطرة، والثانية غاصت بهن في أعماق مفهوم الرحمة وأثرها في بناء المجتمع.
الجانب الدينيّ: الإمام الرضا (عليه السلام) أنيس النفوس
بدأت المحاضرة برحلة شيّقة في سيرة وحياة الإمام الرضا (عليه السلام) قدّمتها الاستشاريّة إسراء الياسري َ، حيث تحدّثت على نسبه الشريف وإخوته وولادته ويوم استشهاده. ولعلّ أبرز ما لفت انتباههن هو لقبه "أنيس النفوس"، والذي تجسّد في العديد من المواقف التي رويت عن حياته، كقصّة الغزالة التي تعامل معها الإمام بكلّ لطف ورحمة.
ولم تتوقّف الاستشاريّة عند سرد السيرة، بل حثّت الفتيات على التحلّي بأخلاق الإمام الرضا (عليه السلام)، وتطبيقها في حياتهن اليوميّة. حيث أكّدت على أهمية الرحمة في التعامل مع الآخرين، وكيف أنّها سبيلنا إلى تطبيق الشريعة الإسلاميّة، وتقوية العلاقات الاجتماعيّة، وكسب رضا الله تعالى.
من الجدير بالذكر أنّ الإستشاريّة خصّصت في نهاية المحاضرة وقتًا لإتاحة الفرصة للطالبات بالمشاركة من خلال الإجابة على السؤالين الآتيين:
ما هو أكثر موقف مؤثّر في حياة الإمام؟
ماذا تعلّمنا من درس اليوم؟
كما أتاحت لهنّ الفرصة للتحدّث بأكثر المواقف الرحيمة التي مررن بها وتأثّرن، وذلك لتشجيعهنّ بأنّ يتّصفن بهذه الصفات وتبيان أهميّة وأثر الرأفة في حياتنا لأنّ الإنسان أثر راحل ذات يوم.
الجانب التربويّ: الرحمة ركيزة المجتمع

وفي المحاضرة الثانية، ركّزت الاستشاريّة زينب أحمد الخفاجي على أهميّة الرحمة في بناء المجتمعات. حيث أوضحت أنّ الرحمة هي مفتاح القلوب، وأنّ فقدانها يؤدّي إلى تآكل العلاقات الاجتماعيّة، ويخلق بيئة ذات أسس ضعيفة.
كما استعرضت الاستشاريّة آثار الرحمة الإيجابيّة على الفرد والمجتمع، والتي تتمثّل في:

✨ زيادة المحبّة والتآلف بين الناس.
✨ تقوية العلاقات الاجتماعيّة.
✨ جعل الفرد شخصيّة مميّزة ومحبوبة.

ولم تقتصر الاستشاريّة على الجانب الإنسانيّ للرحمة، بل ربطتها بالإسلام، حيث استشهدت بحديث شريف يؤكّد على أهميّة التراحم بين المؤمنين، ومقارنتهم بأعضاء الجسد الواحد، وأكّدت أنّ من مظاهر صدق انتماء المسلم للإسلام هي الرحمة.

التالي السابق