استجابةً للدعوة التي وجهتها كلية العلوم، قسم الرياضيات، وتكريماً لذكرى ولادة سبط النبي الكريم الحسن الزكي قدمت أستشارية مركزة الأرشاد الأسري فرع المثنى جنان سلمان محاضرة إرشادية تثقيفية حول الإمام الحسن عليه السلام يوم الثلاثاء الموافق ١٨ / ٣ / ٢٠٢٥ بمناسبة الاحتفال بولادته المباركة.
    تمحورت المحاضرة حول موضوع سورة الكوثر، حيث تم ربط معانيها بوقائع وأحداث ولادة الإمام الحسن عليه السلام.
تُعتبر سورة الكوثر من السور القرآنية التي تحمل دلالات عميقة من الفضل والبركة، وقد نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتبشره بالعطاء الإلهي الذي لا ينفد.
ربطها بولادة الإمام الحسن بن علي (عليه السلام):
   تُعتبر هذه السورة في بعض التفاسير دلالة على الكوثر كعطاء إلهي منح للنبي، ومن بين تجلياته الذرية الطيبة التي تواصلت عبر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، في حين انقطع نسل أعدائه. ومن هنا، يُمكن الربط بينها وبين ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)، الذي يُعدّ أول مولود للنبي من ذريته بعد بعثته، مما يمثل استمرارية النسل المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يُعتبر الإمام الحسن (عليه السلام) رمزًا من رموز الكوثر الذي أنعم الله به على النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، حيث كان أول حفيد له وأحد سادة عائلته وأهل الكساء الذين افتخر الله بهم أمام الملائكة. ليست ولادته مجرد حدث تاريخي، بل تُعد بشارة إلهية ورَدًّا عمليًّا على من ادعى أن النبي أبتر، إذ جاء      الإمام الحسن (عليه السلام) كأول تجلٍّ لهذه البشارة الربانية.
وفقًا لهذا المعنى، تُعتبر ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) تجسيدًا لوعد الله المذكور في سورة الكوثر، حيث أكد الله استمرار ذرية النبي عبر أهل بيته، متحديًا بذلك جميع محاولات الأعداء لطمس هذه الذرية المباركة.