انطلقت عصر يوم أمس الثلاثاء فعاليات مهرجان (تراتيل سجادية) الأول الذي تُقيمه العتبة الحسينية المقدسة وذلك بالتزامن مع ذكرى استشهاد الإمام السجاد(عليه السلام) تحت شعار: (رسالة الحقوق للإمام زين العابدين)، والذي يعقد للفترة من (18/20 تشرين الثاني 2014م) الموافق لـ(24/26 من شهر محرم الحرام 1436هـ)، حيث جرى حفل الافتتاح في الصحن الحسيني الشريف بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي وأميني العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وعددٌ كبير من الشخصيات الدينية والثقافية من داخل وخارج العراق، بالإضافة إلى الوفود المشاركة في هذا المهرجان.
استُهلّ الحفل بتلاوة آياتٍ مباركة من كتاب الله الحكيم بصوت القارئ أسامة الكربلائي لتأتي بعدها كلمة العتبة الحسينية المقدسة، والتي قام بإلقائها الأمين العام الشيخ عبدالمهدي الكربلائي والتي جاء فيها: "أيّها الإخوة والأخوات لا يخفى على الجميع أنّ منظومة الحقوق الإنسانية ضرورة من ضرورات وجود الإنسان، يقوم عليها نظام الحياة بصورة عامة واستقرار وسعادة الإنسان وازدهاره وكماله، وهي هبة من الله تعالى لأكرم مخلوق على الأرض فقد منحها للإنسان وجعلها جزءً من عملية خلقه وتكوينه وحياته، ولقد سعت المجتمعات البشرية الى وضع لوائح وقوانين بهذه الحقوق ولكن لم تكن هذه اللوائح والوثائق لتضمن عدالة حقيقية في المجتمعات البشرية، وكانت فاقدة لصفة الشمولية لتنظيم جميع علاقات الإنسان مع ما يحيط به، ولم توفّر حكماً أساسياً في منظومة الحقوق والواجبات للإنسان ألا وهو التوازن بين حقوق الإنسان والواجبات المفروضة عليه، وكانت بعض الحقوق على حساب حقوق أخرى للآخرين بل استخدمت حقوق الإنسان سلاحاً سياسياً تستخدمه بعض القوى الكبرى لتحقيق أهداف سياسية ضد مناوئيها".
وأضاف: "في ظلّ هذه الظروف تبرز الحاجة الماسة الى التعريف لمنظومة الحقوق التي شرّعها الإسلام ابتداءً من الآيات القرآنية الشريفة الى أقوال وسيرة النبي(صلى الله عليه وآله) وعهد أمير المؤمنين(عليه السلام) لمالك الأشتر، ثم الرسالة الشاملة والواسعة والكاملة لمنظومة الحقوق الإنسانية للإمام السجاد(عليه السلام) فقد أخذت هذه الرسالة موقعاً متميزاً ومتفرداً داخل منظومة التراث الفكري وروحه الإسلامي، وأريد منها أن تحافظ على أصالة الرسالة الإسلامية في فكرها ومنهجها وإرجاع المجتمع الإسلامي الى عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في ممارساته العملية والأخلاقية وجوهر فكره وقيمه".
جاءت بعدها الكلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري والتي بيّن فيها: "إنّ رسالة الإمام السجاد(عليه السلام) هي الرائدة في مجالها وهي المستوعبة للنشاط الإنساني باختلاف ألوانه وتُعدّ لائحةً قانونيةً ووثيقةً تاريخيةً قيّمةً أتاحت للباحثين معرفة أسرار التشريع الإسلامي وفلسفة الأحكام".
وأضاف: "لقد وضع الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) رسالةً في الحقوق تناولتها مؤخّراً الدراسات الموضوعية والأكاديمية، والتي تكفّلت بتنظيم أنواع العلاقات الفردية والاجتماعية من أجل عوامل الاستقرار والرقيّ والازدهار، فرسالة الحقوق للإمام والتي تضمنت كافة الحقوق المترتبة على الإنسان المسلم نحو أخيه الإنسان المسلم وغير المسلم ليعلم ما له وما عليه، وشملت رسالةُ الحقوق للإمام خمسين حقّاً والتي بمجملها تمثّل النهج الأمثل والأرقى للإنسانية، ولكن ماذا نقول ونحن نشاهد اليوم الأعمال الإرهابية البشعة التي يمارسونها ضدّ الناس بمختلف مللهم وأجناسهم وأعمارهم رافعين شعار الإسلام والإسلام بريء ممّا يفعلون".
كما شهد المهرجان إلقاء العديد من الكلمات للوفود المشاركة بالإضافة الى إلقاء القصائد الشعرية والتي أظهرت فضائل الإمام زين العابدين علي السجاد(عليه السلام).
وفي ختام حفل الافتتاح تمّ توزيع الدروع على بعض الشخصيات الذين واكبوا وشاركوا في إعداد هذا المهرجان.
العتبة العباسية المقدسة
- رسالةُ الحقوقِ للإمامِ السّجّادِ تتقدّمُ المواثيقَ والعهودَ الدّوليّةَ بشهادةِ الباحثينَ والخبراءِ
- (14) باحثاً تناولوا رسالة الحقوق الإنسان للإمام السجاد واثبتوا علوها على اللوائح الإنسانية العالمية
- مهرجان تراتيل سجادية الأول.... في رحاب العتبة الحسينية المقدسة
- الكاتب المسيحي ميشال كعدي يكشف لوفد العتبة الحسينية المقدسة أسرار شخصية الإمام علي (عليه السلام)
- الأب وليم نخلة: أنا مستعد للمشاركة في كتابة بحث عن الإمام السجاد واني محب للنبي وسيدنا علي