قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

في مشهدٍ غلبت عليه الروحانية ومظاهر الخشوع الممزوج بالحسرة واللّوعة أحيى المؤمنون الليلة الثانية من ليالي القدر المباركة وليلة شهادة أمير المؤمنين ومولى الموحّدين علي بن أبي طالب(عليه السلام) عند ضريح وَلَدَيْه وفلذة كبده الإمام الحسين وأبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).

هذا وقد شهدت مدينة كربلاء المقدّسة توافداً غفيراً للزائرين من أهالي المدينة وخارجها لإحياء هذه اللّيلة العظيمة داخل العتبتين الحسينيّة والعبّاسية المقدّستين وساحة مابين الحرمين الشريفين، من خلال إقامة الصلوات وقراءة القرآن الكريم والأدعية المباركة، وقد قضى أغلبهم مراسيم زيارتهم وتعزيتهم عند ضريح أمير المؤمنين(عليه السلام) في محافظة النجف الأشرف ليتوجّهوا بعدها الى محافظة كربلاء المقدّسة ويُعزّوا أبناءه الإمام الحسين وأخاه العبّاس(عليهما السلام) بشهادة أبيهما.
من جانبها وفّرت العتبتان المقدّستان كافة الاحتياجات الضرورية للزائرين من أجل أداء الأعمال الخاصّة بهذه اللّيلة المباركة التي استهلّتها الجموع المؤمنة بزيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وبقيّة الأعمال الأخرى من قراءة الأدعية ورفع المصاحف على الرؤوس وقراءة دعاء الجوشن الكبير بصورةٍ جماعية أو على انفراد.
واللّيلة الواحدة والعشرون فضلُها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة ولها عدّة أعمال، منها ما تشترك به من أعمال ليلة القدر ومنها ما يخصّها من الأذكار والأوراد التي فيها من الثّواب والأجر العظيم ما لا يعلمه إلّا الله تعالى، وقد وردت في فضلها روايات تحثّ على إحيائها، مع الإشارة إلى أنّه ليس هناك إلّا ليلةُ قَدْرٍ واحدةٍ اختُلِفَ في تحديدها، ولكن اصطُلِحَ على تسمية هذه اللّيالي (19-21-23) بليالي القدر وهي إحداها.
وتوافق هذه اللّيلة ذكرى أليمة وحزينة على قلب كلّ مؤمن ألا وهي ذكرى شهادة أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث يتوجّه مئات الآلاف من الزائرين الى مرقده الطاهر من داخل وخارج محافظة النجف الأشرف لأداء مراسيم زيارته في أجواء وطقوس مؤثّرة، وقد اتّشحت المدينة التي غصّت بجموع الزائرين المؤمنين بالسواد واللافتات المعبّرة عن عظم هذه الفاجعة الأليمة على قلوب المؤمنين، وقد استنفرت العتبة العلويّة المقدّسة جميع جهودها الأمنية والخدمية من أجل إنجاح مراسيم هذه الزيارة وأدائها بكلّ سهولة ويسر.

التالي السابق