قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

خصّ الله تعالى المسلمين بأيّامٍ وليالي لها من الفضل والشأن ما لا يُحصى، وجعلها فرصةً لعباده للتوبة والاستغفار ومحطّةً من محطّات العودة لجادّة الصواب، ومن هذه الأيّام والليالي التي نعيش ذكرها هي هذه اللّيلة ويوم غد وهي:
ليلة عرفة: هي ليلةٌ مباركة وليلةُ مناجاة قاضي الحاجات، التوبة فيها مقبولة، والدعاء فيها مستجاب بإذن الله ولطفه، وللعامل فيها بطاعة الله تعالى أجرُ سبعين ومائة سنة.. وأعمالها:
1- الدعاء الشريف المرويّ عن الإمام الصادق-عليه السلام-: (اللهمّ يا شاهد كلّ نجوى، وموضع كلّ شكوى، وعالم كلّ خفية، ومنتهى كلّ حاجة...).
2- الدعاء المسنونة قراءته ليلة الجمعة ونهارها: (اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ اِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ...).
3- زيارة سيّد الشهداء الحسين بن عليّ(عليه السلام).
أمّا يوم عرفة: فهو يومٌ دعا الله فيه عباده لطاعته وعبادته، وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، ولهذا اليوم عدّة أعمال نذكر منها:
1- الغسل.
2- زيارة الإمام الحسين(صلوات الله عليه) بزيارةٍ خاصّة مثبّتة في كتاب المزار ولها كيفيّة معيّنة.
3- صلاة ركعتين بعد فريضة العصر تحت السماء، يقرّ فيهما العبدُ لله تعالى بذنوبه.. ثمّ يشرع في أعمال يوم عرفة ودعواته المأثورة، وأهمّها:
دعاء مولانا الإمام الحسين(سلام الله عليه) يوم عرفة.. وأوّله: (الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصُنعه صُنعُ صانع...).
دعاء سيّدنا الإمام زين العابدين وسيّد الساجدين عليّ بن الحسين(عليه السلام) يوم عرفة.. وأوّله -كما في الصحيفة السجّاديّة المباركة-: (الحمد لله ربّ العالمين، اللهمّ لك الحمدُ بديعَ السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام...).
دعاء العَشرات، فهو جديرٌ ألّا يُترك في آخر نهار يوم عرفة.
يُستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يُضعفه عن الدعاء.
يستحبّ الاغتسال قبل الزوال.. فإذا زالت الشمس صلّى المرءُ الظهرين يُحسن ركوعهما وسجودهما، فإذا فرغ صلّى ركعتين: في الأُولى بعد الحمد يقرأ سورة التوحيد، وفي الثانية بعد الحمد يقرأ: (قل يا أيّها الكافرون). ثمّ يُصلّي أربعاً أُخرى، في كلّ ركعةٍ بعد الحمد يقرأ سورة التوحيد خمسين مرّة.. وهي صلاة أمير المؤمنين(عليه السلام) الواردة في أعمال يوم الجمعة.
وهناك أعمالٌ ودعواتٌ أُخرى، بعضها للإمام السجّاد(عليه السلام)، وبعضها للإمام الصادق(عليه السلام) كما أوردها العلّامة المجلسيّ في بحار الأنوار 98 / 228 - 270.
وفّق الله المؤمنين لبلوغ الموقف المبارك، والتوجّه إلى الدعاء والطاعة بين يدي الله الرؤوف الرحيم، ولا ينسونا من خالص دعواتهم.

التالي السابق