قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

استقبال حافل كان في انتظار وفد العلاقات، والاعلام الدولي، التابع للعتبة الحسينية المقدسة في السفارة الفرنسية ببغداد، من اجل تنشيط جسور التواصل الثقافي والاعلامي والعلمي، وادامة العلاقات الطيبة التي يبدو أن الشعبين العراقي والفرنسي قد حافظا عليها بمهارة وإصرار طيلة عقود عديدة، وسط متغيرات جذرية وتحولات كبيرة عصفت بالمنطقة ولازالت تعصف...
السفير الفرنسي في العراق مارك باريتي: 
- ان دولة فرنسا تؤيد استقلالية وسيادة ووحدة العراق وهي مستعدة لدعم العراق سياسياً وعسكرياً وثقافياً، والسفارة بدورها ستعمل على تقديم التعاون وتسهيل العقبات أمام أي مشروع تقدمه العتبة الحسينية من اجل نشر الثقافة والسلام.
-العلاقات بين فرنسا والعراق علاقات تاريخية منذ القرون الوسطى وفرنسا لها اهتمام بالعراق لأنه مهد الحضارة وبلد العتبات المقدسة. 
- للمرجعية الدينية في النجف والعتبات المقدسة دور كبير في حفظ أمن وكرامة وأرض العراق من خلال أهدافها الانسانية ودعواتها للتعايش بين المكونات ووقفتها ضد الارهاب.
- فيما يخص التعاون الثقافي والعلمي نعمل الآن على تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين لمنح الطلاب العراقيين دراسات في فرنسا، وارسال الصحفيين لغرض التدريب والتطوير، وهناك دعم كبير لتدريس اللغة الفرنسية من خلال المركز الثقافي الفرنسي وبرامج أخرى لدعم التراث العراقي.
ملفات عديدة كانت بحاجة الى التطرق اليها، ولكن ضيق الوقت حتّمَ على أن يكون الحوار مع سعادة السفير الفرنسي في العراق السيد مارك باريتي مركَّزاً ومختصراً وبنفس الوقت يتسم بالدقة والصراحة التامة.
النهضة الحسينية: كيف بقيت العلاقات متينة وودية بين العراق وفرنسا وما هو الدور الفرنسي لدعم العراق في حربه ضد الارهاب؟
باريتي: منذ أعوام عديدة تم تنشيط العلاقات بين العراق وفرنسا ولكن ما يؤسفنا هو تعرض العراق الى الهجمات الارهابية من قبل تنظيم داعش، والتي أدت الى زعزعة الأوضاع، وقد بادرت دولة فرنسا في تقديم الدعم سياسياً وعسكرياً واغاثياً عن طريق زيارات متبادلة كان منها زيارة الرئيس الفرنسي للعراق في شهر سبتمبر 2014 وزيارة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الى باريس مرتين خلال الفترة السابقة.
ان فرنسا تؤيد استقلالية وسيادة ووحدة العراق، لذلك هي تساند وتدعم العراق بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لإعادة الاستقرار في هذا البلد الصديق.
كذلك نظمت فرنسا عدة اجتماعات على مستوى وزراء ومسؤولين مع الحكومة العراقية فيما يخص موضوع الاستقرار والسلام في العراق، وأهمها الاجتماع الدولي الذي عُقد مؤخراً والذي يهدف الى مناقشة كيفية مساعدة العراق في تحرير ما تبقى من أراضيه التي احتلها تنظيم داعش منذ سنتين.
أما على المستوى العسكري فان فرنسا لها الآن أكثر من 34 طائرة خاصة بعمليات الكشف والاستطلاع والضرب لمساعدة القوات العراقية بالتنسيق مع الحكومة العراقية، ومع التحالف الدولي، اضافة الى برامج تدريب في بغداد واربيل.
النهضة الحسينية: في ظل هذه الظروف الاستثنائية نعلم أن هناك تعاون في المجال الثقافي والعلمي بين العراق وفرنسا، ما هي أوجه و مستوى هذا التعاون؟
باريتي: فيما يخص التعاون الثقافي والعلمي نحن نعمل الآن على تجديد مذكرة التفاهم بين فرنسا والعراق لمنح الطلاب العراقيين دراسات في فرنسا، وكذلك ارسال الصحفيين لغرض التدريب والتطوير، وهناك دعم كبير لتدريس اللغة الفرنسية من خلال المركز الثقافي الفرنسي وبرامج عديدة أخرى بما فيها دعم التراث العراقي..
و كما تعرفون أن داعش قد دمرت الكثير من التراث العراقي وقد أعددنا برنامج مع الجهات المختصة بهذا الأمر وعلى المستوى الدولي لإعادة التراث العراقي والحفاظ عليه وصيانته...
النهضة الحسينية: كيف هي أوضاع الجالية المسلمة في فرنسا ومستوى أنشطتها الثقافية؟
باريتي: ان النظام في فرنسا هو نظام علماني، وهناك حرية كبيرة لكافة الأديان بما فيها الجاليات المسلمة، وقد تم تأسيس المجلس العالي للمسلمين في فرنسا، وهناك تعاون كبير بينه وبين السلطات الفرنسية.
و كذلك هناك معهد العالمي العربي وهو المعهد الوحيد في أوربا، تنظَّم فيه معارض وأمسيات ثقافية ومحاضرات وتدريس اللغة الفرنسية، علما ان هذا المعهد تحت الادارة الفرنسية وهو مبني بطراز حضاري مميز وجميل جداً... 
النهضة الحسينية: ما هو تقييمكم لدور المرجعية الدينية العليا في العراق؟ وهل انتم على استعداد لدعم المشاريع الثقافية من اجل نشر السلام ومفاهيم الانسانية في العالم؟
باريتي: للمرجعية الدينية العليا في النجف و العتبات المقدسة، دور كبير في حفظ امن وكرامة ارض العراق من خلال أهدافها الانسانية، وسعيها للتعايش بين المكونات، ووقفتها ضد ارهاب داعش الذي حاول زعزعة امن واستقرار العراق، وأن دولة فرنسا تؤيد استقلالية وسيادة ووحدة العراق وهي مستعدة لدعم العراق سياسيا وعسكريا وثقافيا، وان السفارة بدورها ستعمل على تقديم التعاون وتسهيل العقبات أمام أي مشروع تقدمه العتبة الحسينية من اجل نشر الثقافة والسلام.
النهضة الحسينية: من خلال هذا اللقاء تعرّفتم على أهم محاور الأنشطة الاعلامية والثقافية التي تقوم بها العتبة الحسينية، ما هو تقييمكم لهذه الأنشطة؟ وما الذي تنصحون به في هذا المجال؟
باريتي: تعتبر الاصدارات المختلفة والمواقع الالكترونية التابعة للعتبة الحسينية مصدر مهم للتبادل الثقافي والحضاري والديني، وسنعمل على نشر وايصال هذه الاصدارات الأجنبية من خلال التعاون المشترك، وأن اقامة معرض في فرنسا هو مشروع ثقافي جيد فكما تعرفون أن لمعهد العالمي العربي دور كبير في تنظيم واحتضان مثل هكذا معارض، وإذا  كانت نقطة البداية من هذا المكان فإن كافة المشاريع الأخرى التي تخططون لإقامتها ستحظى بنجاح عالِ.   
النهضة الحسينية: ختاماً نوجه شكرنا وتقديرنا لسعادتكم، والى طاقم السفارة الذي حضر معكم هذه اللقاء، والى القنصل الفرنسي في جنوب العراق الدكتور عادل الكنزاوي الذي بذل جهدا حثيثا في سبيل اتمام مهمة اللقاء بكم، وأبدى استقبالاً حافلاً لوفد العتبة الحسينية المقدسة.

صباح الطالقاني

التالي السابق