مع بزوع فجر يومٍ صَفَريٍ جديد تابع ملايين العشاق سيرهم مسرعين الخطى نحو غايتهم المنشودة الى أرض كربلاء، وقد واست قلوبهم الباكية قطرات السماء يحملها ملائكة الرحمة معلنةً حزناً رهيباً يوماً بعد يوم مع قرب موعد اللقاء.
حيث المسيرة ممتدة مترامية الاطراف المتصلة بكربلاء لم يمنع السائرين فيها مانع ان يضحوا بالغالي واهداء النفيس وترخيص الارواح لاستمرار هذه الشعيرة على مدى العصور وحكام الجور.
فلم يكن غريباً ان يسيروا اليوم مع هطول المطر فجراً كما حدث بالعامين السابقين، ولم يكن عجيباً انهم بصفاء قلبوهم انجلت الغبرة عن الجو في اليومين السابقين معلنين تحديهم لكل الموانع الطبيعية وغيرها فليس المناخ هو من يقف بوجه زائر دعمه الله بكامل الحفاوة وانار قلبه ليرى الحقيقة وكل الحقيقة في القضية الحسينية وها هم مستمرين في المسير بدرب الجنان الذي يعطيهم الخلود.
سيصل الكثير من الزائرين في اليومين القادمين من اقصى الجنوب او الشمال ممن شرعوا في المسير مع حلول شهر صفر، وها هي البركات العجيبة تمدهم بما يلزمهم والتي لا يشك أحد فيها ان امدادها من عنان السماء.

سرور الموسوي