نماذج نسوية باهرة من جميع المستويات، من المرأة الأمية إلى الطبيبة والمدرسة، جمعتهن مائدة القرآن الكريم في الحفل البهيج والمميز الذي أقامته وحدة التعليم القرآني التابعة لشعبة التبليغ الديني النسوي بمناسبة تخريج دفعة من حافظات كلّ القرآن، بعضهن من دورة السيدة فضّة للحفظ السريع، بلغ عدد مجموع الخريجات 16 حافظة.
أفتتح الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم للحافظة أورانا صباح، وتلاوة أخرى للأستاذة والمحكّمة الضيفة من جمهورية إيران الإسلامية (الاستاذة فهيمة)، ثم وقف الحضور وقفة إجلال وتكريم لقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الابطال رضوان الله عليهم.
أشارت الأستاذة انتصار فاضل مسؤولة الوحدة في كلمتها: إن دورة السيدة فضّة تميّزت باشتراك ٢٠٠ حافظة، تمكّنت اثنتان من حفظ القرآن خلال الفترة المقررة وهي ثلاثة اشهر، بينما وصل الكثير منهن لمستويات متقدمة من الحفظ، كما تميّزت بتنوع الفئات العمرية والدراسية المشتركة من مرحلة المتوسطة والثانوية والخريجات، وحتى ربّات البيوت.
وقد حضر الاحتفالية الشيخ علي المطيري مسؤول الشعبة، والذي يولي رعاية خاصة لوحدة التعليم القرآني، وما تضمّه من مواهب قرآنية واعدة، وفي كلمته القيمة قدم للحضور - خصوصا الحافظات - عددا من نصائحه المستوحاة من قوله تعالى: { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا}.
كما أشار سماحته: على الإنسان أن يستغل وجوده المؤقت في هذه الحياة الزائلة لضمان الفوز والفلاح بالآخرة، وهذا لا يكون ألا بالتمسك بالقرآن وتعهّده، قراءة وحفظا وتطبيقا، فهو الثقل الأكبر، ووصيّة رسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله، ووصيّة أمامنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، كما نصح الحافظات بالمراجعة الدائمة للمحافظة على الحفظ، وهنأهنَّ لأنهن السبب لنزول البركة والخير والملائكة في بيوتهن..
وتضمّن الحفل فقرة مميزة تمثلت باستضافة الدكتورة في علم النفس السيدة (إيمان الموسوي)، والتي تحدثت عن التربية والتماسك العائلي مستشهدة بالقرآن الذي ضرب مثلا ببيت العنكبوت للعوائل المتفككة، وكذلك ببعض الآيات من سورة النور التي تتحدث عن الآداب الأسرية السليمة..
بينما تحدث ضيفة الحفل الأستاذة في التنمية البشرية السيدة (خلود البياتي) عن موضوع التنمية في القرآن من خلال مصطلح (العصف الذهني)، ومصطلح (الاستماع الفعال) والذي يؤدي إلى العمل والتطبيق مستشهدة بقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}.
أما الحافظة الدولية السيدة (زينب عدنان) قدمت للحافظات أهم نصائحها النابعة من تجربتها الشخصية في الحفظ، وأولها النيّة الصادقة والإخلاص، ووضع جدول للحفظ وليس الاعتماد على وقت الفراغ، وأخيرا طلب العون والمدد من الله وعدم الاعتماد على القدرات الذاتية فقط.
وأختتم الحفل بتكريم الحافظات شهادات تقديريّة وهدايا مالية مقدمة من العتبة الحسينية المقدسة، وباقات من الورود قُدمت من مشتل العتبة..