قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

إنّ جميع العبادات لها عند الله ثواب وأجر، ويكون مضاعفاً وافياً، وبركته تكون متّصلةً بحياة العبد ومنافعُهُ في الدار الآخرة عظيمة، والصيام له أجرٌ كبيرٌ عند الله تعالى، وإنّ للصائم أهميّةً كبيرة وشأناً عند الله تعالى إذا كان ملتزماً حقّاً بصيامه، فكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش، إنّ عظمة شهر رمضان وقدسيّة أيّامه وبركة ساعاته تملي علينا الاستعداد له باستقبالٍ حسنٍ مع التهيّؤ النفسيّ والاجتماعي الذي يناسب حرمة الشهر باعتباره أفضل الشهور، ومن هذا المنطلق فقد بيّن إمامُنا جعفر الصادق(عليه السلام) الصيام الحقيقيّ فقال:
(إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما, فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم عمّا حرّم الله، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تخالفوا (كذباً ولا صدقاً) ولا تسابّوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة, والزموا الصمت والسكوت والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر، واجتنبوا قول الزور والكذب والفري والخصومة وظنّ السوء والغيبة والنميمة وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيّامكم (ظهور القائم(عجّل الله فرجه) من آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)), منتظرين لما وعدكم الله (ظهور الحجّة(عجّل الله فرجه)) متزوّدين للقاء الله، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذلّ العبيد الخيف من مولاها خائفين راجين، ولتكن أنت أيّها الصائم قد طهر قلبُك من العيوب وتقدّست سريرتُك من الخبث ونظُفَ جسمُك من القاذورات, وتبرّأت الى الله ممّن عداه وأخلصت الولاية له, وصُمْتَ ممّا قد نهاك اللهُ عنه في السرّ والعلانية, وخشيتَ الله حقّ خشيته في سرّك وعلانيتك، ووهبت نفسك لله في أيّام صومك, وفرغت قلبك له ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك اليه، فإذا فعلت ذلك كلّه فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع له ما أمرك، وكلّما أنقصتَ منها شيئاً فيما بيّنتُ لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك).

التالي السابق