منذ عقود من الزمن الماضي وأهالي كربلاء المقدسة يبنون (التكيات) استقبالاً لشهر محرم الحرام، لتعطي للمدينة شكلاً يختلف عما كان عليه قبل شهر محرم الحرام،  وتنتشر هذه (التكيات) في جميع أنحاء المدينة المقدسة، ويتم تزيينها بالخزفيّات والتحفيّات ذات الألوان المختلفة.

وفي لقاء خاص مع أحد أصحاب هذه التكيات، أوضح (علي محمد عبد نور) مسؤول إحدى التكيات الحسينية لموقع النشاطات العامة قائلاً: "إنّ مواكب العزاء في كربلاء المقدسة تقليد وتراث ورثناه عن آبائنا وأجدادنا منذ كنّا أطفالاً وحتى يومنا هذا، حيث يتمّ إعداد ونصب التكية الخاصة بكلّ موكب عزاء في الأيام الأولى من شهر محرّم الحرام، وتستمرّ حتى اليوم العاشر من نفس الشهر، أو تبقى الى زيارة الأربعين، حسب الخدمة التي توفرها تلك التكيات".

وأشار عبد نور: "إنّ هذه التكيات تُزيّن بالمصابيح الملونة، وخاصة اللون الأحمر لرمزيّته ودلالته المميّزة بالمناسبة المفجعة التي اصطبغت في ظهيرة يوم العاشر من محرّم بلون الدم، وتُزيَّن التكيات أيضاً باللوحات المطرّزة، وتغلّف بالقماش الأسود، وتعلّق الصور الرمزيّة لآل البيت عليهم السلام في صدر التكيات، بالإضافة الى بعض الأواني الخزفيّة التراثيّة، والتي تخصّص وتعرض في مثل هذه المناسبات فقط، لما تحمله من موروث تاريخيّ حسينيّ تربّينا وتعرّفنا عليه منذ نعومة أضفارنا".

وأضاف عبد نور: "إنّ الخدمة الحسينيّة مستمرّة حتى نهاية شهر صفر الذي يكون فيه الفاجعة الكبرى وهي استشهاد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث يتمّ تقديم كافة الخدمات الى زائري الإمام الحسين عليه السلام، من مأكل ومشرب، ويوزع العمل بين أعضاء الموكب كلّ حسب اختصاصه".

 المصوّرون:

علي السلامي/محمد الخفاجي

المراسل: محمد المســعودي

المحرّر: عبــدالرحمن اللامي