يعتقد الوهابيّون -على خلاف جمهور المسلمين- أنّ زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمّة أهل البيت عبادةٌ لأصحاب هذه القبور وشركٌ بالله يستحقّ معظمها القتل وإهدار الدم!!.
ولم يتحفّظ الوهابيّون في تبيان آرائهم بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوّة الحديد والنار, فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعةٌ في العالم الإسلامي طالتها أيديهم من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوباً والأحمر والخليج غرباً وشرقاً.
وقد انصبّ الحقدُ الوهابيّ في كلّ مكانٍ سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً..
وكانت المدينتان المقدّستان (مكّة والمدينة) لكثرة ما بهما من آثارٍ دينية من أكثر المدن تعرّضاً لهذه المحنة العصيبة التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.الوهابيون قد أقدموا على تهديم قبور البقيع مرّتين في التاريخ المشؤوم، فكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضدّ الحضارة الإسلامية من أسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرّتين:
الأولى: عام (1220هـ) وكانت الجريمة التي لا تُنسى عند قيام الدولة السعودية الأولى حيث قام آل سعود بأوّل هدمٍ للبقيع وذلك عام (1220هـ)، وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيّين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيأة من تبرّعاتهم، فبنيت القبب والمساجد بشكلٍ فنيّ رائع حيث عادت هذه القبور المقدّسة محطّ رحال المؤمنين بعد أن ولّى خطّ الوهابيّين لحينٍ من الوقت.
الثانية: عام (1344هـ) فقد عاود الوهابيّون هجومهم على المدينة المنوّرة مرّةً أخرى في عام (1344هـ) وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة، فقاموا بتهديم المشاهد المقدّسة للأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وأهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعّاظهم، فأصبح البقيع وذلك المزارُ المهيب قاعاً صفصفاً لا تكاد تُعرف بوجود قبرٍ فضلاً عن أن تعرف صاحبه.
كيف تمكّن الوهابيّون من تحقيق مأربهم في هدم البقيع الغرقد؟.. بعدما استولى آل سعود على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام (1344هـ)، بدأوا يفكّرون بوسيلةٍ ودليلٍ لهدم المراقد المقدّسة في البقيع ومحو آثار أهل البيت(عليهم السلام) والصحابة.وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز وفي عامّة البلاد الإسلامية، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة; استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور.فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيّين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم، وتحت التهديد والترهيب وقّع العلماءُ على جوابٍ نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء.واستناداً لهذا الجواب اعتبرت الحكومةُ السعودية ذلك مبرّراً ومشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل البيت(عليهم السلام)، فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل البيت(عليهم السلام) في الثامن من شوّال من نفس السنة أي عام (1344هـ)، فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع وسوّوها بالأرض وشوّهوا محاسنها، وتركوها معرضاً لوطء الأقدام ودوس الكلاب والدوابّ بعد أن نهبت كلّ ما كان في ذلك الحرم المقدّس من فرشٍ وهدايا وآثارٍ قيّمةٍ وغيرها، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشةٍ مقفرة.
- قسم النشاطات من العتبة الحسينية المقدسة يشارك في مراسيم تنظيف شباك السيدة المعصومة (س)
- مدينة (حيدر آباد) تستقبل وفد العتبة الحسينية المشارِك في مهرجان أمير المؤمنين الثقافي السنوي الثالث
- العتبات المقدسة في العراق تلتقي بشخصيات رفيعة المستوى من علماء مدينة (حيدر آباد)
- وفد العتبة الحسينية يلتقي بفضلاء وعلماء مدينة (لكنهو) الهندية لمناقشة دور المهرجانات في الثقافة الإسلامية
- جناح العتبة الحسينية يشهد إقبالاً كبيراً من محبي أهل البيت (عليهم السلام) في مهرجان أمير المؤمنين بحيدر آباد الهندية