تستضيف العتبة الحسينيّة المقدّسة وفد مجموعة (وارث الأنبياء) من دولة باكستان الإسلاميّة ضمن برنامج أعدّته لهم شعبة المدارس الدينية التابعة لقسم النشاطات العامة في العتبة الحسينيّة المقدّسة، والذي تضمّن زيارة العتبات المقدسة والاستماع إلى محاضرات ثقافية وفكرية.

وكان من المحاضرات التي ألقيت على مسامع الوفد محاضرة قرآنية ألقاها الشيخ (علي الخفاجي) بعنوان: (مراجعة في آيات القتال في القرآن الكريم) وقد سلّط الشيخ الخفاجي الأضواء فيها على مفهومي السلم والحرب ودور الإسلام في تأسيس مجتمع ينزع إلى السلم والتسامح واحترام الآخر.

وقد بيّن الخفاجي في محاضرته أن جميع الحروب التي قادها الإسلام كانت حروباً دفاعية وليست هجومية، وذكر فيها بطلان دعوى نسخ آيات من سورة التوبة للآيات التي تدعوا إلى السلم، ودعوى الاستدلال بالقتال الإبتدائي ببعض آياتها.

مستطرداً فيها مفهومَيْ الخوف والرجاء في القرآن الكريم، والسلم والحرب في ثقافة الإسلام، وإنّ القتل أبشع جريمة ارتكبها الإنسان بحق الخالق والمخلوق، وإنّ دعوى آية السيف التي بنوا عليها شعارهم (الإسلام جاء بالسيف) أو (جئناكم بالسيف) قد اختلفوا في موردها، وكانت تفسيراً خاطئاً لمضمونها وجهلاً بسبب نزولها، وإنّ ما صنعته الدوائر الغربية والماسونية من التنظيمات التكفيرية على مختلف تسمياتهم ماهي إلا تشويه للإسلام، وأداة لتحقيق نواياهم لتفرقة الشعوب، وإضعافهم للسيطرة على مقدراتهم واستعبادهم.

وكانت هناك بعض المداخلات من قبل الضيوف حول أثر ذلك على الوضع الراهن في العراق والمنطقة، وسبل الوقاية منه، من خلال القراءة الواعية للقرآن الكريم وللحديث الشريف وللسيرة النبوية والتاريخ الصحيح.

يُذكر أنّ مجموعة (وارث الأنبياء) هي نخبة من الأساتذة الجامعيين من (جامعة شاه عبد اللطيف) من دولة باكستان تستضيفهم العتبة الحسينية المقدسة في هذه الأيام.

تصوير: علي السلامي

تحرير: عبدالرحمن اللامي