بعد أن مَنَّ الله على الشعب العراقيّ بالخلاص من حكم الطغاة والدكتاتورية البغيضة، أخذت العتباتُ المقدّسة في العراق ومنها عتبات كربلاء المقدّسة مكانتها التي أرادها اللهُ لها ودورها الريادي في توجيه وإرشاد المجتمع فأصبحت مصدر إشعاعٍ فكريّ وثقافيّ يصل نورُه إلى أبعد نقطةٍ في أرجاء المعمورة.
فتعدّدت الروافد التي استخدمتها العتباتُ المقدّسة لنشر أحكام الإسلام المحمديّ الأصيل في المعرفة والفقه وفضائل أهل البيت(عليهم السلام)، ومن هذه الروافد هي التوجيهات الدينية التي تُبثّ من خلال مآذن حرمي أبي عبدالله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) بشكلٍ مباشرٍ قُبيل صلاة الظهرَيْن والعشاءَيْن.
وتركّز هذه التوجيهات على فضل اليوم والأحداث التاريخية التي وقعت فيه والأعمال المستحبّ إتيانها على أن لا يتعدّى وقتُ إلقائها خمس دقائق، كما تتضمّن استذكاراً للمناسبات والوفيات الخاصّة بأهل البيت(عليهم السلام)، وجميعُ مصادر هذه التوجيهات ومعلوماتها هي الكتب الفقهية والتاريخية المعتمدة.
وقد دأب القائمون عليها أن تكون رغم قصر وقتها منبراً ثقافياً دينياً تاريخياً، وعاماً بعد عام أصبحت من المسائل الأساسية التي ينتظرها المؤمنون في كلّ أنحاء العالم قبل وقت الصلاة لما لها من وقعٍ وأثرٍ في النفوس.
كما إنّ هذه التوجيهات لابُدّ أن تحتوي على مآثر شخصية الإمام الحسين(عليه السلام) الفذّة التي خلّدها التاريخ لتظلّ شاخصةً ترسم للأجيال طريقاً رسالياً منيراً، لذا فهي بكلّ ما تضمّه تُعدّ من جملة الفوائد التي يحتاج الزائر الى التعرّف عليها لينهل منها.