تتواصل المحاضرة الأخلاقية الأسبوعية في معهد العقيلة للتبليغ الإسلامي التابع لشعبة التبليغ الديني النسوي/ قسم الشؤون الدينية من قبل الأستاذة (تهاني عباس) والتي افتتحتها بالإشارة إلى شهر رجب وماله من ميزة خاصة في حياة الانسان المؤمن وسلوكه، لأنه مقدمة لأمر كبير، ويتميز بولادة عدد من الأئمة المعصومين عليهم السلام، الذين هم المثل الأعلى وبواسطتهم يصل الانسان إلى أعلى الأهداف وأسماها، فالمثل الأعلى يربّي الإنسان ويبني محتواه الداخلي . اليوم ذكرى ولادة الإمام الهادي عليه السلام الذي تميز منهجه الفكري بنظرته الخاصة لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث إن لكل إمام منهجه الفكري الخاص ليوصل الرسالة إلى الأمة، وقد أشارت إلى قصة الإمام عليه السلام في مجلس المتوكل والذي حوله من مجلس لهو وفسوق إلى مجلس وعظ وإرشاد .
بعد هذه المقدمة دخلت الأستاذة إلى موضوع المحاضرة وهو الثالث آداب المتعلم: أن لا يستنكف من التعلم والاستفادة ممن هو دونه في منصب أو سن، أو شهرة، أو دين، بل يستفيد ممن يمكنه الاستفادة ومنه، وإلا تخسر صفقته ويستحق المقت من الله، والمقت شدة الطرد، ويسلب منه العلم الذي حصل عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقُّ بها) .
وقال سعيد بن جبير: (لا يزال الرجل عالما ما تعلّم فإذا ترك التعلّم وظنّ أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون)، فرحلة العلم ليس لها نهاية لأن العلم غير متناهٍ .
ومن هذا الباب أن يترك المتعلُم السؤال استحياء، ولذا قيل: (من استحيا من المسألة لم يستحي الجهل منه)، فالسؤال يحرك العقول، وينمي عملية البحث للطالب والمعلُم على حد السواء .
وقد أثرت الأستاذة محاضرتها بقصص من حياة علمائنا الأجلّاء وسيرتهم العلمية .