شهدت قاعة سيد الاوصياء في العتبة الحسينية المقدسة انعقاد الجلسة البحثية المسائية الثانية التي تقام على هامش فعاليات اليوم الثاني من مهرجان ربيع الشهادة العالمي بنسخته الخامسة عشر وبمشاركة ثلاثة باحثين من داخل العراق وخارجه وبعناوين مختلفة تحمل اهداف قيمة من شأنها اغناء المكتبة الفكرية وتوثيق تراث اهل البيت عليهم السلام.
فعاليات الجلسة افتتحت بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها تقديم ورقة بحث قدمها الشيخ علي موحان الربيعي من دولة العراق حملت عنوان (ان الله قد أمرني بحبه) والذي جاء فيه من يتبع كلام المعصومين في بيان الغايات المتوخاة من الحث الشديد على زيارة الامام الحسين عليه السلام واقامة مجالس العزاء عليه يرى لزاماً على نفسه اتباع منهجهم في النجاة ورفع الجهل المركب الذي يستوي على من سار في هذه الدنيا لوحده او اتبع من هو بحاجة الى هاد يهديه.
واضاف لبيان اهمية الزيارة واقامة مجالس العزاء قسمت بحثي الى مقدمة واربعة مباحث وخاتمة حيث كان المبحث الأول في بيان لطف الله وتعالى بعباده وانه جعل معرفته من الضروريات ومع الاشتباه جعل معرفة الادلاء عليه من الضروريات واما المبحث الثاني في خصوصية الحسين المستكشفة من خلال روايات اهل البيت عليهم السلام والمبحث الثالث في بيان أثر الوسائل الحسينية وكونها اول ابواب العبودية والرجوع الى الله عز وجل واما المبحث الرابع ففي شواهد هذه الخصوصية من روايات واقوال لبعض الاعلام.
جاء بعدها ورقة بحث قدمها الباحث السيد صادق الموسوي الشيرازي من دولة جمهورية إيران الاسلامية حملت عنوان (معنى الاصلاح والشهادة عند الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام) ان المصطلح الاصلاح المعروف عند عموم الناس يعني رفع النقص عن شيء دون المساس بأصله وإذا ارتفعت الوتيرة لتمس اللب والاصل والجذر يتم التعبير عن ذلك بالتغير وإذا كان الامر موجها للسلطة القائمة يقال عنه مصطلحا الثورة ولكن الاصلاح في المنطق الالهي والنبوي والعلوي والحسيني هو اوسع مما هو متداول عند الناس.
جاء بعده بحث الشيخ عماد الكاظمي من دولة العراق ( رسالة المنبر الاصلاحية قراءة تحليلية لتوصيات المرجعية الدينية للخطباء ان الشريعة الاسلامية المقدسة كان لهل اعظم الاثر في بيان مقام الانسان وفضله وكرامته ويمكن رؤية ذلك جليا في نصوصها المتعددة المختلفة قال تعالى ( ولقد كرمنا بنى ادم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) وهذا التكريم في دلالة على الرسالة التي يجب على الانسان ان يؤديها في المجتمع فضلا عن تحمله للخلافة الالهية في الارض ولو تتبعنا سير الانبياء والاوصياء لراينا انهم كانوا على مستوى متميز عن سواهم من البشر في موارد متعددة من حيث الانقياد لله تعالى وطاعته وبذل كل شيء من اجل سبيله وعبادته وقد تحملوا من اجل ذلك صنوف الاذى والعذاب .
واضاف المنبر الحسيني هو تلك الاثار المقدسة التي ورثتها الامة من كربلاء الطف ومن دماء الحسين ولقد مر على هذا المنبر تاريخ واحداث منذ ساعة تأسيسه الى هذا يومنا فتاريخه عظيم بوجوده ورجاله واثاره ولقد كان له ابلغ الاثر في تهذيب النفوس وترتيبها وتنشئتها تنشئه اسلامية وانسانية عامة.
وشهدت الجلسات البحثية مداخلات واستفهامات واستفسارات عديدة من قبل الحاضرين في هذه الجلسة، وقام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.

تحرير: محمد المسعودي
تصوير: محمد الخفاجي