شهدت مدينة كربلاء مساء يوم أمس السبت مراسيم تبديل راية قبتي مرقد الإمام الحسين وأبي الفضل العباس (عليهما السلام) وذلك بمناسبة حلول شهر محرم الحرام، الذي شهد يوم العاشر منه استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) في معركة الطفّ عام 61 للهجرة، و بمشاركة ملايين الزائرين من مختلف المحافظات العراقية وسط إجراءات أمنية مشدّدة.

واستهلت المراسيم بتلاوة أي من الذكر الحكيم، أعقبها كلمة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والتي جاء فيها: "إن ثورة الحسين عليه السلام كانت ضدّ الفساد، وكانت تحثّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

ودعا الكربلائي الى الوقوف بوجه المنكرات والمفاسد التي باتت تُرتكب دون رادع أو حياء أو مستنكر أو رادع، وطالب الى ضرورة نصرة الإمام الحسين عليه السلام بتصحيح مسار الأمّة، من خلال كلمة حقّ أمام أهل المنكر والفساد، ليكون ذلك الموقف خير إجابة للإمام الحسين عليه السلام، وخير نصرة له، كما نصره فيما سبق الرجال الأبطال الذين ضحّوا بدمائهم في سبيل حفظ العراق ومقدساته وأعراضه.

وأشار إلى أنّ من الضروري أن يتكاتف الجميع للحفاظ على الأعراض والمقدسات وأركان الدين، كما يحافظ المرء على نفسه وماله وعمله.

 أعقبها بعد ذلك عملية إنزال الراية الحمراء من على قبة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ورفع الراية السوداء التي ترمز للحزن والمصاب، إيذاناً ببدء شهر الحزن والأسى على سيد الشهداء وأصحابه النجباء.

 وكانت المراسيم التي حضرها عدد من المسؤولين بالإضافة الى حضور جمع غفير من أهالي مدينة كربلاء المقدسة ومحبّي أهل البيت عليهم السلام من المحافظات العراقيّة، ومن كلّ دول العالم، شهدت المراسيم أجواء حزن وألم واستذكار لواقعة ألطف الأليمة، حيث صدحت أصوات العزاء من سماعات الحرم المطهّر رافقها قرع الطبول وإقامة العزاء الحسيني داخل الصحن الشريف.

وبعد انتهاء المراسيم في في الصحن الحسينيّ الشريف توجّه المعزّون إلى مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام لأداء نفس المراسيم في العتبة العباسية المقدسة.

حيث شهدت كافة المزارات والمراقد الشيعية المقدسة المنتشرة في عموم العراق بالإضافة الى المساجد والحسينيات الكبيرة وفي نفس الوقت لتبديل الراية الحمراء الى الراية السوداء بعد صلاتي المغرب والعشاء، وذلك برفع الراية التي أهدتها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة التي تحمل اسم (يا حسين) الى كافة المزارات والمراقد المقدسة.

 يُذكر إنّ هذه المراسيم لم تكن تقام بمثل هذا الشكل في الوقت السابق، إنّما كان يُكتفى بتبديل الراية فقط، وذلك لمنع السلطات الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق.

المصوّر: محمــــد الخفاجي

المراسل: محمـد المسعودي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي