في كلّ عام وفي مثل هذه الأيام يحلّ علينا شهر محرم الحرام ويليه شهر صفر الخير، حيث يستذكر المسلمون عموماً والشيعة بوجه أخصّ وقائع استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السّلام) وأهل بيته الأطهار وصحبه الأبرار في كربلاء المقدسة، وما إن تلوح هذه الذكرى في مثل هذه الأيام حتى تبدأ الآلاف المؤلفة من أحباب الحسين (عليه السّلام) وأتباعه ومريديه ومناصريه بالتدفّق من جميع أنحاء العالم صوب أرض كربلاء المقدسة، فتغصّ الشوارع والساحات العامة والحسينيات والمواكب وبيوت الأهالي بالحشود المليونية لزوار أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام).
فيبدأ أهالي الناصرية وسكان جميع المدن والمناطق التي يمرّ بها الزوار الكرام بتقديم الخدمات المختلفة التي يحتاجها هؤلاء الزوار من مأكل ومشرب ومنام وراحة تامة، كما هو الحال في جميع المحافظات العراقيّة والمدن المحاذية لطريق (يا حسين) إضافة الى ذلك فإنّ المواكب الحسينية المشيدة على امتداد هذه الطرقات تقوم بتقديم كلّ الخدمات التي يحتاجها الزوار، ممّا يؤدي الى ترك مخلفات وفضلات وغير ذلك من قناني شرب الماء والصحون البلاستيكيّة وغيرها، ممّا دعا أصحاب المواكب الى تخصيص بعض المتطوّعين لتنظيف الأماكن والشوارع التي يمرّ بها مشّاية الأربعين.
مراسل ومصوّر موقع النشاطات العامة سلط الضوء على بعض المواكب من محافظة الناصرية، وأجرى مجموعة من اللقاءات، كان أولها مع السيد (سجاد لفتة الجابري) مسؤول أحد المواكب الحسينية في مدينة الناصرية في منطقة العبرات والذي قال: "إنّ كلّ ما نقدّمه في هذه الخدمة المباركة نعتبره قليلاً، لأنّنا نأمل بأن نقدّم أنفسنا في سبيل الإمام الحسين (عليه السّلام) كيف لا وهو الذي ضحّى بماله وعياله ونفسه من أجل تثبيت الدين المحمدي الأصيل، ونصرة الحقّ على الباطل، ونحن كموالين لأهل البيت (عليهم السلام) نعمل سويّاً على تقديم الخدمة الى زائري أبي عبدالله الحسين السائرين الى مشهده الشريف في أيام الأربعين، سواء من خلال تقديم الوجبات الغذائية أو توفير المستلزمات الأخرى لهم، وغير ذلك ممّا نستطيع توفيره من أماكن مبيت الزائر، والخدمات الطبية وغيرها".
وكان لنا لقاء ثانٍ مع أحد أصحاب المواكب الحسينية وهو الأستاذ (عبد الكاظم السعيدي) مسؤول موكب قرية الوفاء، حيث قال في هذا الشأن: "بدأنا في بناء هذا الموكب الصغير قبل ثماني سنوات، بواسطة مجموعة خيّرة من الأهالي والأصدقاء، ومنذ ذلك اليوم ونحن نعمل على تقديم الخدمة الى الزائرين المتوجّهين الى قبلة الأحرار أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)".
وأضاف السعيدي: "نبدأ بالخدمة في كلّ عام من اليوم الثاني لشهر صفر المظفّر، ونستمرّ الى آخر زائر يمرّ في هذه المنطقة، بعد ذلك نتوجّه الى مدينة كربلاء لأداء الزيارة، وبالختام نسأل من الله العزيز القدير بحقّ هذه الأيام العظيمة والمباركة أن يثبّتنا لخدمة زوار الحسين (عليه السّلام) وأن يدفع الغمّة عن هذه الأمّة".
وفيما تحدّث مؤسّس موكب أنصار الحسين (عليه السلام) من محافظة ذي قار الحاج (لطيف جويد آل محينه) قائلاً: "إنّ بداية تأسيس موكب أنصار الحسين (عليه السلام) كان في عام 1970م وبعد سقوط حكم الطاغية الملعون في عام 2003م وظهور المواكب الحسينية بشكل كبير تجزّأ هذا الموكب الى عدّة مواكب، وأصبح كلّ واحدٍ منها يخدم الزائرين في منطقة معينة".
وأضاف آل محينه: "بمرور الوقت بادرنا ببناء حسينيات لاستراحة الزائرين، خصّص بعضها للرجال وبعضها للنساء، إضافة الى مفرزة طبية وصحيات، وكلّ ذلك كان بجهود الخيّرين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) وخلال هذه الأيام المباركة نسعى الى التقرب الى الله (عزّ وجلّ) من خلال خدمة زائري أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وتقديم المأكل والمشرب لهم".
المصوّر: محمــــد الخفـاجي
المراسل: محمـد المسـعودي
المحرّر: عبدالرحمن اللامي
- قسم النشاطات من العتبة الحسينية المقدسة يشارك في مراسيم تنظيف شباك السيدة المعصومة (س)
- مدينة (حيدر آباد) تستقبل وفد العتبة الحسينية المشارِك في مهرجان أمير المؤمنين الثقافي السنوي الثالث
- العتبات المقدسة في العراق تلتقي بشخصيات رفيعة المستوى من علماء مدينة (حيدر آباد)
- وفد العتبة الحسينية يلتقي بفضلاء وعلماء مدينة (لكنهو) الهندية لمناقشة دور المهرجانات في الثقافة الإسلامية
- جناح العتبة الحسينية يشهد إقبالاً كبيراً من محبي أهل البيت (عليهم السلام) في مهرجان أمير المؤمنين بحيدر آباد الهندية