إيذاناً بقدوم شهر ربيع الأول وتوديعاً لموسم أحزان آل محمد (عليهم السّلام) لشهري محرّم الحرام وصفر المظفّر، فقد أنهت كوادر العتبة الحسينية المقدسة عملية إنزال اللافتات السوداء التي اكتسى الصحن الشريف والحرم المطهر بها طيلة الشهرين المنصرميْن، معلنة من خلال ذلك عن انتهاء موسم الحزن الحسينيّ الذي كان حافلاً بملايين المعزّين الذين جاءوا من مختلف بقاع الأرض.

أعمال رفع السواد ابتدأت من استبدال الراية التي تعلو القبة الشريفة من اللون الأسود الى اللون الأحمر نزولاً الى الضريح الطاهر واستبدال ما اكتسى به من سواد، فضلاً عن باقي الجوانب والزوايا التي تحيط بالضريح الطاهر، أما الصحن الشريف فقد خلع ما توشّح به من السواد الذي غلّف الأعمدة والجدران الداخلية، لينتهي الأمر بإزالة ما تبقى من مظاهر الحزن والألم التي اكتست بها الجدران الخارجية والأبواب وباقي الأروقة على مدى الشهرين الماضيين.

إنّ هذه المراسيم الخاصّة تمّت بعد ثبوت الرؤية الشرعية لدى مكتب المرجعيّة العليا في النجف الأشرف لهلال شهر ربيع الأول.

هذا ويطلق المسلمون على شهري محرم وصفر تسمية (موسم الأحزان) لما يتضمّنه الشهران من أحداث عاصفة مرّت على أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه و آله وسلّم) ومن أبرزها استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وصحبه وأهل بيته في واقعة الطفّ الفجيعة، واستشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام، واستشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وأربعينية الإمام الحسين عليه السلام، واستشهاد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وحفيده الإمام الرضا (عليه السّلام).

وتجدر الإشارة الى أنّ الأمانة العامّة للعتبة الحسينيّة المقدّسة بأقسامها وشعبها، وبفروعها في كلّ المحافظات العراقيّة، ومراكزها العديدة في دول العالم، تولي الأهميّة القصوى لنشر الثقافة الإسلاميّة الأصيلة، وتهتم بتوضيح الأهداف الحسينيّة النبيلة، بالأساليب العصريّة الحديثة. 

المصوّر: محمد الخفـــــاجي  

المراسل: محمد المسـعودي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي