إحياءً لذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وإيذاناً ببدء موسم الأحزان الفاطمي خيّم الحزن على العتبة الحسينية المقدسة بمدينة كربلاء، فاتّشحت بالسواد معلنةً عن حالة الحداد لهذه الذكرى العظيمة، ورُفعت الرايات السود وأنارت القناديل الحمر وأسدلت الستائر السود الى مدخل الحرم  الحسيني الشريف، وذلك تعظيماً لهذه المناسبة الأليمة، ومواساة للرسول وأهل بيته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام).

وقال مسؤول وحدة الخياطة والتطريز في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ (محمود شاكر عليفي) بهذا الشأن: "اعتدنا سنويّاً على عمل كسوة للصحن الشريف، خاصة بكلّ مناسبة دينيّة من ذكرى استشهاد أو ولادة للأئمة الأطهار (عليهم السّلام) نقوم بتجديدها كلّ عام، وإضفاء بعض الإضافات عليها، وقد باشرت كوادر وحدة الخياطة والتطريز قبل أيام بتهيئة هذه الكسوة التي تمّ نشرها على جدران الصحن الحسيني الشريف، والتي تتألّف من عدّة لوحات ورايات مطرّزة  يدويّاً".

وأضاف الأستاذ (محمود شاكر عليفي): "إنّ هذا العمل تقوم به كوادر متخصّصة  في فنّ تطريز الرايات الحسينية على مدار السنة، وفي كلّ المناسبات الدينيّة، وقد تمّ تطريز عدد من الرايات  تحمل عبارة: (السلام عليك يا فاطمة الزهراء) ولوحات مطرّزة ومؤطّرة تحمل عبارة: (يا فاطمة الزهراء البتول) وهناك لوحتان تحمل عبارة: (يا سيدة نساء العالمين) ولوحات أخرى مطرّزة ومؤطّرة  تحمل أقوالاً مأثورة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بحقّ الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) فضلاً عن لافتتين تحملان عبارات تعزية لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نُشرت على جوانب الصحن الشريف، كما تمّ عمل وتعليق اللافتة الرئيسيّة الخاصة بالمناسبة على أعمدة مدخل باب القبلة، تحت الشرفة، والتي تحمل عبارة: ( اللهم صلِّ على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة المكسورة ضلعها المغصوبة حقها)".

ويحيي المسلمون عامة والشيعة خاصة استشهاد الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) في ثلاث: الأولى وهي التي ستوافق غداً 8 ربيع الثاني، والثانية التي ستكون في 13 جمادى الأولى، والثالثة والأخيرة هي في 3 جمادى الآخرة، حسب الروايات التي ذكرها المؤرّخون.

وهذه الذكرى الأليمة تُعتبر من أعظم المصائب التي حلّت بالبيت النبوي الشريف بعد فقد الأمة الإسلامية لرسولها الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي هذه الأيام يلبس الناس السواد حزناً على استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتخرج مواكب العزاء في الأقطار الإسلاميّة، وتُحيى المجالس العزائية في الأرجاء.

المصوّر: حسين العطّـــــــار

المراسل: محمد المسـعودي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي