قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

تُعتبر (ركضة طويريج) واحدة من أكبر التجمعات البشرية التي تحدث حول العالم، وتُقام سنويّاً ظهر يوم العاشر من الشهر المحرّم، لإحياء مراسيم استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه (عليهم السلام) في واقعة الطفّ الفجيعة، وفي منظر مهيب يقلّ مثيله تهبّ الحشود الهائلة التي تزيد عن مئات الآلاف ليكون العدد اليوم بالملايين من الزائرين المعزّين، مهرولين صوب أبي الأحرار، وتصدح حناجرهم بصوت واحد (لبّيك يا حسين).

وقد بدأت هذه الشعيرة قبل ما يقارب 125 سنة، من مجلس عزاء كان يُقام في بيت السيد صالح القزويني - من عائلة علمية معروفة - والذي كان يقرأ المقتل في صباح اليوم العاشر من محرّم بمنزله في قضاء طويريج ويحضره المعزّون، وتقول المصادر التاريخية إنه في أحدى السنوات وبعد أن قرأ السيد القزويني المقتل حتى وصل إلى مصيبة استشهاد الإمام الحسين، انتاب الحاضرين حالة من البكاء والنحيب، وفي تلك الأثناء، طلب المعزون من السيد القزويني أن يتوجه بهم إلى حرم سيد الشهداء، فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه ليكون على رأسهم في مسيرة نحو الضريح المقدس.

وعندما و صلوا الى منطقة السلام (قنطرة السلام) حان في تلك اللحظة أذان الظهر، حيث أقام السيد الصلاة، وأمَّ المعزّين وصلى بهم صلاة الظهر والعصر، وبعد الانتهاء من الصلاة انطلق الناس راكضين مهرولين نحو قبر سيد الشهداء.

ولقد منعت حكومة البعث التعسّفيّة حينما تسلّطت على رقاب الناس إقامة هذه الشعيرة، وحظرت كلّ الشعائر الحسينيّة، وهو ما دفع أجهزة الأمن القمعية الصدامية الى شنّ حملات اعتقالات وإعدامات على المشاركين فيها.

وتجدّد إحياء تلك المراسيم بعد سقوط حكومة البعث البائدة عام 2003م، وتطوّرت يوماً بعد يوم حتى أصبحت على النحو الذي نراه اليوم.

 

تصوير: محمد الخفــــاجي

إعداد: عبدالرحمن اللامي

 

 

التالي السابق