قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

 

انتقدت المرجعية الدينية العليا من خلال معتمدها في كربلاء المقدسة وأمين عام العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بجدوى وثمار لائحة حقوق الأنسان الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948 خلال كلمته التي القاها في مهرجان تراتيل سجادية الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة تزامنا مع ذكرى استشهاد الإمام السجاد عليه السلام للفترة من 24ـ26/محرم الحرام/1437 هـ الموافق  7ـ9/تشرين الثاني/2015 .
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي " هل حفظت وصينت الحقوق التي قننت من خلال هذه اللائحة ؟ وهل ما يعانيه المجتمع الدولي اليوم وسابق السنوات من كوارث وحروب ، يعود الى مشكلة في تطبيقها ام قصور في اصل التشريع ؟ " .
واضاف " أن المشكلة تكمن في امرين الأول منهما يكمن بعدم استيعابها لكل الحقوق ، والثاني عدم تقنينها بشكل كامل ، وبالتالي لم توفق في توفير اسباب العمل بفقراته ومواده وتطبيقها بشكل عملي ، مما جعلها دون صبغة التكامل في معالجاتها اولا ، والإمكان التطبيقي لها ثانيا " .
كما بين الشيخ الكربلائي : " لا نستغرب ذلك ، لأن واضعها ـ مهما كان موقعه المعرفي او التقنيني ـ يبقى نتاج لتجربة بشرية تتحكم بها النوازع وتملي عليها المصالح الضيقة ، مما انعكس على صياغتها ، فضلا عن تأثر ـ الواضع لها ـ بنظريات إنسانية وظروف اجتماعية او سياسية او اقتصادية تركت بضلالها على طبيعتها خصوصا أنها شرعت بعيد مرحلة حرجة من ظروف القهر والغلبة والاستبداد والمصادرة للحريات والحقوق الأساسية للفرد " .
واختتم كلمته : " ان مرحلة الإمام السجاد عليه السلام هي الأخرى لم تكن مثالية ، ولم يكن غائبا عن ساحته مثل هذه الظروف الصعبة ، الا أنه ـ سلام الله عليه ـ قد ترك للأمة كنوز معارفه وعلومه من قبيل التراث الإنساني العظيم الموسوم بـ "رسالة الحقوق ، وذلك كنتيجة حتمية كونه سليل بيت النبوة والعصمة " .
وعلى صعيد ذي صلة فان لائحة حقوق الإنسان التي تتألف من (30) مادة مستهلة بديباجة ، مثلت في حينها صفوة ما وصل اليه العقل الإنساني ، من خلال ممثلي الدول في الأمم المتحدة بعد خروج العالم منكسرا من الحرب العالمية الثانية ، وبالتالي فهي شريعة دولية لحقوق الأنسان وحل لما عانى منه المجتمع الدولي في حينها ، الا أن التجربة العملية لها قد اثبتت منقوصيتها وقصورها وكثرة الإشكاليات الواردة عليها ، مما دعا الكثير من المهتمين بالشأن الحقوقي والإنساني المحلي والدولي ، الفردي والمجتمعي ، ، الى محاولة تغييرها وتعديلها .
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة دأبت على اقامت مهرجانها الدولي الموسوم بـ (تراتيل سجادية) إحياء منها لتراث اهل البيت وكنوزهم العلمية والمعرفية سيما الإمام السجاد (عليه السلام ) من خلال ثيمته الأبرز في صحيفته الحقوقية والسجادية .  

التالي السابق