بحضور نخبة من الفنانين والمختصين بالسينما العالمية والعربية والمحلية، شهدت ارض كربلاء المقدسة، السبت الماضي، إنطلاق مهرجان «النهج السينمائي الدولي» بدورته الثالثة، الخاص بالأفلام القصيرة والروائية الطويلة والانميشن، بمشاركة عدد كبير من المخرجين العراقيين والاجانب بمختلف اختصاصاتهم السينمائية، برعاية مجموعة قنوات كربلاء الفضائية وبدعم من الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة.

الفنان..رسالة ابتدأ الحفل  بعد مراسيم الافتتاح المعتادة، بكلمة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الذي رحب بالحاضرين، متحدثا عن مبادئ وقيم الفنان وكيف يسهم في صنع الحياة التي ننشدها نحن جميعا كبشر، وكيف يصنع السعادة وحياة العدل والاستقامة وحياة تعيش فيها الشعوب بالخير والتكاتف بعيدا عن صراعات الشر والظلم والقسوة والعدوان، متحدثا عن نقاط عدة تؤكد بان الله اعطى القدرة للفنان في مخاطبة الناس بأساليب مؤثرة تولد القناعة، فهو قادر على ان يغير الرأي العام ويصنع المواقف لدى الفرد والشعوب وهي اهداف مهمة تدخل في الحياة التي ننشدها، اضافة الى ان الفنان يمتلك رسالة عليه ان يقدمها بشكلها الصحيح وابتعاده عن العبثية، مختتما حديثه بان مدينة الامام الحسين  {ع» كربلاء هي لكل المسلمين، مشيرا الى بطولة المقاتلين الذين يدافعون عن الانسانية والذين اكتسبوا مبادئهم من سيد شهداء اهل الجنة..

صناعة الحياة ثم عرض فيلم تعريفي عن حضارة بابل وارتباطها التاريخي وصولا لارض كربلاء المقدسة بعنوان( طوى) للمخرج جاسم كردلة، تلته كلمة رئيس المهرجان حيدر جلوخان الذي اعلن بدأ المهرجان بعد تأكيده على {ان السينما هي صناعة الحياة وهي رسالة انسانية تحتاج الى فكركم الانساني} ليوضح مدير المهرجان حسنين الهاني خلال كلمته التي كشفت مدى نجاح المهرجان وتفوقه من خلال ذكره الفوارق العددية للافلام المشاركة والتي وصل عددها هذا العام اكثر من ألف وثلاثمئة فيلم وقد اختارت اللجنة منها مجموعة الأفلام التي ستعرض خلال هذه الدورة}، مختتما حديثه بالشكر للعتبة الحسينية المقدسة ولرئيس مجموعة قنوات كربلاء على دعمهم هذا المنجز.

الرحال و مريم وبعد انتهاء الكلمات، ابتدأ « عرض انميشن» هو الاول من نوعه في سياق المهرجانات الدولية، حيث ظهر رجل كبير ملقب( بالرحال)، على الشاشة السينمائية الكبيرة نفسها ليتحدث مع الحاضرين بطريقة مباشرة وفكاهية وبطرح الاسئلة على كبار الفنانين المشاركين، امثال «الفنان المصري محمود الجندي، والفنان حافظ لعيبي، وصاحب شاكر»، ليختتم الافتتاح بعرض فيلم( مريم ) سيناريو مرتضى الموسوي واخراج محمد جعفر، يكشف عن بطولة الاعلاميين في معارك الموصل، وانسانيتهم التي فاقت مهنيتهم في تحرير عائلة من تحت الانقاض.

قيم عليا رئيس المهرجان حيدر جلوخان اكد خلال حـــديثــه : ان عروض العام الحالي والتي سبقتها تعكس اصالة الفكر الاسلامي وقيمه العالية التي تتخذ من النزاهة والاصلاح وحقوق الانسان عناوين لها، كما ان المهرجان يسعى في احد اهدافه لاحتضان وتوسيط العلاقات العربية والعالمية، مبينا انه يصنف ضمن الفن السابع وهو الشامل للكورال السداسي للفنون التي تسبقه، محطمة الحواجز والاماكن وحاملة اروع الاعمال الفنية بين ربوع العالم.

انتقاء الأفلام اما رئيس اللجنة التحضيرية، المخرج بشير الماجد، فقد اوضح بأن الهدف الرئيس من اقامة مهرجان « النهج» السينمائي هو خلق جيل يعي أهمية السينما بشكل عام والسينما الحسينية على وجه الخصوص لما لها من اثر بالغ الاهمية في نشر القيم والمبادئ التي نادى بها الامام الحسين(ع)، مؤكدا الحرص الشديد في حيادية قرارات لجان التقييم والتحكيم عبر انتقاء الافلام، مشيرا إلى انه قد تمت زيادة عدد الافلام المشاركة عن الدورات السابقة.

مشاركة مصرية فيما ابدى الممثلان المصريان، محمود الجندي وفتوح احمد، سعادتهما بخصوص المشاركة بهذا المهرجان الذي تم تكريمهما بدرعه، حيث طالب الفنان فتوح احمد بعد ان ابدى اعجابه الكبير بكلمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي جميع الفنانين الى الاستمرار في تقديم اعمالهم، واعادة السينما العراقية الى مراكزها الاولى، فيما اشار الممثل محمود الجندي الى مفاجأته بوجود مهرجان ناجح يحافظ على تقاليد ومبادئ الانسانية، مطالبا بعرض فيلم «مريم» لاعضاء القمة العربية لينقلوا الصورة الحقيقية للانسانية التي يحملها ابناء العراق بعيدا عن تسمياتهم وطوائفهم حبا بارض العراق.

كربلاء / وائل الملوك
تصوير/ خضير العتابي