تُقيم شعبة التبليغ الديني النسوي التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينيّة المقدّسة في كلّ يوم من العشرة الأولى من شهر محرم الحرام مجالس العزاء التي تتضمّن المحاضرة القرآنية القيمة، والمراثي الشجية والقصائد الحسينية.

وقد تطرّقت المحاضِرة في شعبة التبليغ الديني النسوي الأستاذة (مريم الخفاجي) في محاضرتها يوم أمس إلى تكليف مهم من التكاليف الإسلامية وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشهدة بمجموعة من الآيات القرآنية كقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[71/التوبة] وبالأحاديث والروايات الشريفة، كقول الإمام علي عليه السلام: (إنّ الله تبارك وتعالى لم يرض من أوليائه أن يُعصى في الأرض وهم مذعنون، لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر) مع ربط محكم للموضوع بنهضة الإمام الحسين عليه السلام، حيث قام بأداء مسؤوليته في أسمى مراتبها وأروع صورها، وأعلن عن هدفه من نهضته المقدسة بأقواله وخطاباته في كلّ مراحل ثورته كقوله عليه السلام: (ألا تروْن الحقَّ لا يُعمل به، والباطل لا يُتناهى عنه؛ ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)، وكقوله: (وإني لم أخرج أشِراً ولا بَطراً ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي..)

وأشارت الخفاجي إلى نقطة مهمّة في محاضرتها، وهي: إنّ الآية أشركت المرأة أيضاً في تكليف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقول تعالى: {والمؤمنات} وقد كان للمرأة دور مهم في نهضة الإمام الحسين، فالإمام الحسين عليه السلام قال لأخيه عندما سأله عن سبب اصطحابه للنساء: (شاء الله أن يراهنَّ سبايا) وكأن مراد الإمام الحسين: شاء الله أن يراهنّ آمرات بالمعروف وناهيات عن المنكر؛ فمن خلال رحلة السبي استطاعت السيدة زينب عليها السلام ومن معها من النساء القيام بهذا التكليف المهم، مما يضعنا نحن النساء أمام مسؤولية كبيرة لا يمكن التغاضي عنها.

كما تضمّن المجلس قصيدة حسينية، إضافة إلى المراثي وأشعار الولاء لآل البيت الأطهار (عليهم السلام).

وتجدر الإشارة الى أنّ شعبة التبليغ الديني النسوي من الشعب المفعمة بالنشاطات الكثيرة الموجهة إلى المجتمع النسوي لغرض تثقيفه دينيّاً والارتقاء به في جميع الجوانب الحياتية، كتخريج المبلّغات، وإقامة الجماعات والأمسيات، وتنظيم الدورات والمسابقات، ولها فروع متعدّدة في كربلاء المقدّسة وباقي المحافظات.

إعداد وتصوير: حنان عبد الأمير

متابعة: عبدالرحمن اللامي