قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام
  • آلة الحقّ
  • الكاتب:الأستاذة: شيماء الحسيني
  • تاريخ الإضافة:08/05/2020
  • المشاهدات:469
  • تم الاضافة بواسطة:abo sor

آلة الحقّ

ومن كلام لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) في فضل أهل البيت ووصف فساد الزمان

أَلَا وَإِنَّ اللِّسَانَ بَضْعَةٌ مِنَ الْإِنْسَانِ فَلَا يُسْعِدُهُ الْقَوْلُ إِذَا امْتَنَعَ وَلَا يُمْهِلُهُ النُّطْقُ إِذَا اتَّسَعَ وَإِنَّا لَأُمَرَاءُ الْكَلَامِ وَفِينَا تَنَشَّبَتْ عُرُوقُهُ وَعَلَيْنَا تَهَدَّلَتْ غُصُونُهُ .

وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بِالْحَقِّ قَلِيلٌ وَاللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ وَاللَّازِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلٌ أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ مُصْطَلِحُونَ عَلَى الْإِدْهَانِ فَتَاهُمْ عَارِمٌ وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ وَعَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ وَقَارِنُهُمْ مُمَاذِقٌ لَا يُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ وَلَا يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ .

 

جزء من جسد الانسان الذي له الباع الطويل في رسم شخصية الفرد تلك الصورة المهزومة والمنكسرة إذا فقد القدرة على البيان لقلة العلم والغرق في لجج الجهل والظلام وصورة القوي الثابت الذي لا يغلب ولا يتوانى في نصرة الحق وذلك لزيادة علمه وحكمته فينطلق دون ان يستطيع أحد كبح جماحه اذ دعي الى الكلام.

وخير من ملك العلم والحكمة ونطق بها لسانه هم محمد وال بيته الاطهار وعن ذلك يفصح امير البلاغة والبيان ليرسم صورة الاحرف المطيعة للسانه ويشبهها بالشجرة التي ضربت جذورها الأرض (البيت المحمدي الطاهر) فخير العلوم واصل الكلام لديهم سلام الله عليهم وان العبارات والكلمات التي تجري على السنتهم انما هي ثمار لتلك الشجرة المتهدلة اغصانها بحيث يراها كل ناظر ومستمع إليهم.

ولفصاحة القول وعظم البيان يربط المولى سلام الله عليه اللسان وعمله والطاقة المحركة له بالحق وقوة قائله، وهم قليل في كل زمان ومكان لثقل الحق وكلماته على لسان المتخاذل والجاهل حيث يصبح لسانه قاصرا عن البيان.

 واما العالم الناطق بالحق ذليل لجهل الناس به وبعلمه فعندما ينطق لسانه بالحق لا يجد من يستمع ويصغي، لانشغال الناس بالمعاصي فالنفاق والرياء مستشر في شبابهم الذي لا يستمع للأعلم والاكبر وفي كبيرهم الذي لا يملك رجاحة العقل والدين لسيطرة شهواته عليه وعالمهم لا يعمل بعلمه الا نفاقا ورياء.

 لا رحمة بين فئات المجتمع ولا تكافل فلا يعطي الغني حق الفقير وفي كل هذه الاعمال ابتعاد عن احكام الله ودينه.

لسان الفصاحة يرسم لنا صورة اليوم الذي نعيشه والذي رسمناه بأيدينا فاغلب شبابنا شرس مشاكس لا يستمع الى الكبير والعالم، والكثير من كبارنا مازال يلهث وراء اللذات والشهوات، كم من عالم في مجتمعنا منافق مُراء لا يراعي الله في عمله ينطق حقا ويعمل باطلا.

 فهل من متدبر للحق وأهله على قلتهم؟ هل من مستمع الى لسان الصدق الذي حمل ثقل الحق في زمن كثر فيه الباطل؟ .

تأمل يامن تقرا هذه العبارات لعلي بن ابي طالب عليه السلام التي يصف فيها حاضرنا , فالناس غارقة في اللذات والشهوات معتادة على النفاق مبتعدة عن الله واحكام دينه, وابحث عن القلة القليلة الناطقة بالحق والعالمة العاملة بأحكام الله التي تنشد الخير للمجتمع (المرجعية الرشيدة), التي ما انفكت عن مراعاة الله واحكام دينه في كل صغيرة وكبيرة وفي كل كلمة قالتها لمصلحة المجتمع وحقن دماء المسلمين والحفاظ على سلامتهم في زمن كثر فيه الابتلاء وكثرة فيه الالسنة التي تنطق بغير علم او معرفة فلنعود الى الله ونلجأ اليه ولنسير على نهج نبيه وال بيته ففي الاخذ بالأسباب والتمسك بالله وترك المعاصي النجاة من الابتلاء .

 

 


التالي السابق