يختلف شكل الحياة بعد أن يتعرّض الإنسان الى حوادث أو إصابات شديدة، إذ يجبره على التعايش مع نوع من أنواع الإعاقة، ويصبح معتمداً على البدائل التي أعطاها الله (سبحانه وتعالى) إيّاه، من علوّ الهمّة والصبر على البلاء دون الجزع والضجر، وتقبّل الأمر الواقع بكلّ قوّة وثبات، وإيصال رسالة إيجابيّة مفادها: أنّ الإعاقة لا تُثني صاحب الطموح.
الشاب (عقيل عبد المهدي) من بغداد، وهو صاحب الـ(35)عاماً، هو أنموذج حيّ لكلّ الشباب المعاقين، فهو الذي امتاز بالثبات والقوّة ورباطة الجأش، وما يحمل بداخله من روح إيجابيّة وطاقة عالية من الحيوية، وهو يسير الى كربلاء المقدسة بعربته المتحركة.
وما إن اقتربت منه أجابني بابتسامته قبل لسانه.. وعند سؤالي له: هل أنت متعب؟ فأجابني: أنا الذي أفنيتُ عمري بحبّ الحسين بدون أيّ تعب؟ أنا الذي أعطيتُ ساقيَ في الحرب ضدّ داعش الإرهابي في قاطع عمليات الموصل، بعد أن صدرت الفتوى المباركة، كلّ هذا لم ولن يثني عزيمتي في خدمة مولاي الحسين عليه السلام.
ثمّ أردف قائلاً: أنا حُرمتُ من المشي، لكنّني رُزقتُ حبّ الناس، كوني أخدم في موكب للزائرين أيضاً، فأُجيد الطبخ من جهة، ومن جهة أخرى أقوم بعمل مهمّ وهو الجانب التثقيفي للشباب الزائرين، وتعريفهم بقضية الإمام الحسين (عليه السّلام) وحثّهم على الالتزام بأوقات الصلاة وآداب الزيارة والمحافظة على اجتناب الغيبة والنميمة، وهذا بحدّ ذاته هو من المبادئ الأساسيّة التي نادت بها ثورة الإصلاح للإمام الحسين عليه السلام.
وختم حديثه قائلاً: أنا فخورٌ جدّاً كوني فقدتُ أطرافي السفلى بعد أن لبّيتُ نداء المرجعية الرشيدة، وأنّه لوسامُ شرفٍ لي ولعائلتي يوم الورود.
المصوّر: علي النجــــــــــار
المراسل: غســــــان العكابي
المحرّر: عبدالرحمن اللامي