لم تعد المسافة بين محافظة العمارة وكربلاء المقدسة حاجزاً يمنع الشاب (علي نبيل شريف) المتولّد سنة ١٩٩٧م عن خدمة زوار أبي عبدالله (عليه السّلام) كونه يُعدّ من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو من الصمّ والبكم ولاديّاً.
ونقلاً عن والد الشاب الحسينيّ (علي) أنّ ابنه يقوم بحساب الأيام يوماً بعد آخر بعد زيارة العاشر من محرم الحرام، ليتهيّأ لزيارة الأربعين، وهو من أصحاب المواكب المعروفة في محافظة العمارة، وإذا حان الانطلاق بالسير على طريق (يا حسين) للذهاب الى كربلاء المقدّسة، فهو يتشارك مع والده وجدّه المسير، ويتحمّل حرّ الصيف ووعورة الطريق والخوف من انتشار فيروس كورونا من أجل الوصول الى معشوقه الإمام الحسين (عليه السلام).
لم تكن هذه السنة الأولى لمشاركة (علي) في أداء الخدمة الحسينيّة، فهو منذ ست سنوات والى يومنا هذا يخدم في هذا المجال تقرّباً الى الله (عزّ وجلّ) بل هو يتشرّف بخدمة زوار أبي عبدالله عليه السلام، حيث يستقبل الزوار في موكبه بمحاولته للكلام معهم، حيث أنّ شغفه وحبّه للإمام الحسين عليه السلام يعطيه الدافع لعدّة محاولات فاشلة لمحاورة الزوار.
واستذكر (علي) موقفاً حدث معه يعبّر عن شغفه لخدمة الزوار من خلال حمله عدداً من صحون الطعام وتقديمها لهم، وذلك تحت ذروة حرارة الشمس، محاولاً قول عبارة: (تفضل يا زاير) ولكنها مجرّد محاولات..
وإذا عجِز عن تنبيه الزائرين لطلبه استضافتهم راح يستخدم يده ملوّحاً لهم بالتحيّة المعبّرة عن توسّلاته أن يقبلوا استضافته لهم، ولسان حاله يقول: إذا عَجِز لساني عن الترحيب بكم فهذه يداي تحتضنكم..
المصوّر: حسين العطّــــــار
المراسل: مصطفى حيّــاوي
المحرّر: عبــــــاس الصبّاغ
المتابع: عبـدالرّحمن اللّامي