إنّ الفطرة والبراءة هما الأبرز في حياة الأطفال، كونها تُولد حيث يُولدون، وهي عنصر النقاء والطهارة التي تُمكّنهم من حبّ الناس بكل عفوية وتعاطف.
هكذا وُلد الحلم الجميل لدى الطفل (حسين) ذي الـ 10 أعوام، وهو من سكنة بغداد الجديدة.
فقد أجهش بالبكاء عندما رأى والده قد جهّز نفسه للسير الى كربلاء لأداء زيارة الأربعين، فسأله والده: ماذا تريد يا بني.. ولِمَ تبكي؟ فقال (حسن): حلمي أن أكون معك في المسير الى كربلاء هذه السنة يا والدي..
وبعد محاورة طويلة دارت بين الأب والابن استطاع (حسن) أن يُقنع والده بالسفر معه الى كربلاء المقدّسة.. فانتابت (حسن) ضحكة مغمورةً بالسعادة، وراح يصيح كالمجنون: أمّي أمّي.. هَرَعَتْ أمّه تحتضنه وهي تقول: أنا هنا يا بني.. ما بِكَ؟ فقال لها: لقد حصلتُ على التأشيرة من والدي بالذهاب معه الى كربلاء.. فقالت له: يا بُني تذكّر أنّ الإمام الحسين عليه السلام استشهد من أجل السلام والإصلاح.. ووصيّتي لك أن تكون مهذّباً في تعاملك، وأن تُطيع والدك في كلّ الملاحظات التي يُسديها لك، وأن تُحافظ على النظافة في الطريق، ولا ترمي الفضلات إلاّ في أماكنها المخصّصة، وأن تسير محافظاً على آداب زيارة الإمام الحسين عليه السلام التي سيشرحها لك أبوك.
وها هو (حسن) في طريق الحسين يحمل راية الإمام الحسين (عليه السلام) راية التحرّر من عبوديّة غير الله (عزّ وجلّ).
المصوّر: علي النجــــــــــار
المراسل: غســــــان العكابي
المحرّر: عبدالرحمن اللامي