ما لفت أنظارنا عن بعد هو أننا لم نرَ أرجل الشاب تمتد في مقدمة ذلك الكرسي الحديدي، فتوقعنا أنه يجلس متربّعاً على كرسيه، كتربع الخطيب على مقعده في المنبر، وما إن وصلنا إليه حتى بادرنا بالتعريف عن نفسه، وكأنه كان يتمنّى أن نبادره بالسؤال؛ ليتحدث لنا المزيد عن مشاعره في زيارة الأربعين قائلاً:
أنا (ياسر ماجد سلمان) في الربيع العشرين من عمري، متزوج، ومن مواليد النجف الأشرف، انطلقتُ من مدينتي وأنا بمفردي على هذا الكرسي، أتوسّط هذه الجموع في أول مشاركة لي في هذه المسيرة، لا أكاد أترك دحرجة عربتي هذه إلا وتتلاقفني أيدي الزائرين لتدفعني في طريق (يا حسين).
ولمّا سألناه عن عَوَقه والصعوبات التي واجهها في طريقه فقال: إنّ عَوَقي منذ ولادتي، وقد قضيتُ يوميْن في طريق الجنة، تعلمتُ من خدمة المواكب والسائرين الصبر والقناعة والرضا بقضاء الله وقدره.
وحينما سألناه عما يتمنّاه ويطلب من الله تحقيقه له أجابنا: إنّ خالص ما أتمناه هو أن يقبل الله زيارتي، وأن يستجيب دعائي في أن يرزقني ذرية صالحة تسير معي في هذا الطريق، وتخدم زوار سيدي أبي عبدالله الحسين (عليه السّلام) وأن يزيل هذا الوباء عن جميع الناس، ليعودوا كما كانوا في الماضي، يملؤون طريق (يا حسين) بحشودهم المليونية، ويهتفون بصوت واحد: (لبيك يا حسين)..
المصوّر: علي السلامي
المراسل: عبدالله الشيباوي
المحرّر: علي الخفاجي
المتابع: عبدالرّحمن اللّامي