- الحصن الأخير
- الكاتب:شيماء الحسيني
- تاريخ الإضافة:05/06/2022
- المشاهدات:392
- تم الاضافة بواسطة:Maitham.Ninawa
الحصن الأخير
من يقرأ عن الانتصارات والحروب بين جبهتين يعرف ان العدو اذا أراد ان يسيطر على خصمه يبدأ بتهديم او اختراق حصونه وقلاعه ، كلما هدم او اخترق حصن كلما اقترب من النصر حتى يصل الى الحصن الأخير فاذا هدمه او اخترقه اعلن انتصاره وهزيمة خصمه .
اليوم ونحن نعيش زمن الصراعات والحروب بمختلف مسمياتها نجد ان جميع الحصون التي تحمي الامة قد هدمت او اخترقت، فلا دولة قوية لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا عسكري، لا اعلام رصين ولا مناهج تعليمة تعبر عن فكر الامة الحقيقي او تحكي عن رموزه الدينية والعلمية ، اذاً فكل الحصون مخترقة ولم يبقى سوى الحصن الأخير وهو ما يعمل العدو على هدمه ليعلن انتصاره (الاسرة).
وإذا عرفنا ان الاسرة هي الحصن الأقوى والأكثر صلابة وصموداً أمام التحديات الذي ما ان انهدم او أخترق انهار المجتمع برمته، علينا ان نقف على مقومات حصانتها وماهي أساليب الحفاظ عليها .
الاسرة تقوم على أساس من روابط عدة رابطة الزوجية رابطة الابوين مع بعضهم ومع الأبناء رابطة الأبناء فيما بينهم ورابطة الاسرة مع المجتمع ككل لكن اهم هذه الروابط التي تضمن رصانة وقوة هذا الحصن هي رابطة الزوجية ورابطة الابوة والأمومة.
الرابطة الزوجية: لابد ان تبنى على المودة أولا اذ ان المودة تحول اشواك الحياة الزوجية الى ورود تنعش بعطرها ومنظرها تفاصيل يومياتهم، وهذا الشق الأول من القاعدة التي ذكرها القرآن الكريم لبناء الاسرة بقوله (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) فلا حياة بين الزوجين بلا عاطفة لان العلاقة الزوجية ليست علاقة مادية جسدية فحسب، إذ لابد من الحب بل إظهار الحب للطرف الاخر ولا يكفي ان تكون محبا صامتا .
واما الشق الثاني من هذه القاعدة هو الرحمة بين الزوج والزوجة في حال ضعف احدهما فكل البشر لابد ان يمر في مرحلة ما من حياته بضعف وهنا على الطرف الاخر ان يشفق على زوجه ويرعاه الى ان يتخطى هذا الضعف .
كما ان التواصل بين الزوجين يجب ان يتسم بالاستقرار والهدوء يقول امير المؤمنين عليه السلام وهو يتحدث عن سيدة النساء سلام الله عليها (فوالله ما اغضبتني ولا اغضبتها) الحياة زوجية الهانئة والقوية لا تتحقق مع صفة الغضب .
ان المودة والرحمة والتخلي عن صفة الغضب هي سلوكيات يجب ان يتبعها كلا الزوجين في تعامله مع زوجه.
وهناك سلوكيات لابد ان تلتزم بها المراءة وسلوكيات مفروضة على الرجل يقول الامام الصادق عليه السلام (لا شفيع للمرأة أفضل من رضا زوجها)، ويقول الامام السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق من حق الزوجة على زوجها ان يكرمها.
عليها ان ترضيه وعليه اكرامها .
العلاقة التبادلية القائمة على الإرادة الصلبة تجعل الحياة جميلة وتجعل الاسرة قوية لا يمكن ان تنفصم عراها بسهولة تحقق لنا الحصن الامن الذي لا يمكن اختراقه.
اما الرابطة الثانية فهي رابطة الوالدين بالأولاد يقول امير المؤمنين عليه السلام مخاطبا الامام الحسن فبادرتك قبل ان يشتغل لبك ويقسو قلبك، ويقول أيضا وانما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء استقبلته .
وهنا علينا ان نحرص ونبادر بغرس الجيد والجميل والنافع من القيم والأفكار في عقول أبنائنا لا ان نتركهم للأفكار الواهية والهدامة في وسائل التواصل الاجتماعي ونستغرب بعد ذلك في حال شاهدنا السوء او الانحراف منهم .