ها قد انتهت الأربعينية على أرض الواقع، لكن هل انتهت في أنفسنا وأرواحنا أم ماذا؟

سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا ونحاول الإجابة عليه إن كنا نؤمن بأن (كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء)....

كلّ مسلم على وجه الأرض يجب أن يعلم بأن شمس العاشر من محرم لم تغب إلا وهناك دم طاهر لحفيد الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته قد سُفك على أرض كربلاء، فما هو السرّ الخفي الذي دفع الامام الحسين "عليه السلام" للتضحية بكل ما يملك؟؟؟

لا نريد هنا أن نختلف على حبّ الامام الحسين وآل بيته عليهم السلام، فحبهمُ يسري في عروق كل موالٍ بلا شك، ولكن لنفهم تلك الثورة ونجعلها سبيلاً لنجاتنا؛ وذلك بأداء واجباتنا ونيل حقوقنا. فيجب على كل موالٍ استيعاب النهضة الحسينية واتخاذها نبراساً في الحياة بجميع مفاصلها.

يريد منا الامام "عليه السلام" أن نتخذه أسوةً، كما قال، ولكن كيف؟ أسوة في مواجهة الانحراف، بجانب الحزن والبكاء، ولكن ليس بعيداً عن أهداف ومبادئ الثورة الحسينية، علينا أن نفهم أن الامام الحسين ما خرج إلا لإصلاح وصلاح الامة من العبودية والذلّ والظلم، لتكن بصيرتنا حاضرة لتجسيد المبادئ الحسينية في عصرنا هذا...

وهنا يجب أن يعي الانسان المؤمن ماهي مسؤوليته اتجاه المجتمع، وكذلك اتجاه أسرته وزملائه، وأن لا يقف وقفة المتفرج عندما يكون هناك انحراف ثقافي أو أخلاقي أو اجتماعي أو غيرها من الانحرافات، بل لا بدّ المشاركة والمحاولة في إيجاد الحلول المناسبة وذلك بالتعاون مع الآخرين من خلال العلم والمعرفة الصحيحة.

فلنُقم الشعائر الحسينية من الحزن والبكاء واستذكار مصائب أهل البيت عليهم السلام بكل ساعة ويوم، ولنُرافقها بفهم الثورة ولم خرجوا؟؟ وماهي الرسالة التي أرادوا أن تظل حية لا تموت إلى يومنا هذا؟؟
اجلس مع نفسك وتفكّر قليلاً....

وفاء للحسين