في زيارة الأربعين يظهر ارتباطنا بالإمام الحسين عليه السلام في شتى الوانه واشكاله بصورة يعجز عن وصفها الكلام.

فمن الإرتباط الفكري العقائدي إلى الروحي والعاطفي ورغم تداخل هذه الارتباطات الا إنه قد يكون الابرز منها هو الإرتباط العاطفي لكننا لو امعنا النظر في سلوكيات محبي الأمام الحسين عليه السلام في شهري محرم وصفر لوجدنا إن العاطفة نابعة من ارتباط فكري وعقائدي هذا الإرتباط يسمو باروحنا نحن المحبين حتى نعطي اجمل العطاء ونسخو ونجود حتى يضرب فينا المثل انسانيا لا اسلاميا فحسب .

ترى هل تتغير فطرتنا نحن محبي الأمام الحسين في هذين الشهيرين لنقترب من الملائكة فنجسد روح الفضائل سلوكيا؟ فمن الكرم والتسامح والتكافل واغاثة الملهوف إلى الكلمة الطيبة وغيرها من فضائل الخلق الانساني لنعود بعدها إلى انسانيتنا؟

وهل تنطفى فينا جدوة الحسين ع وفيضه لتعود فقط في الأربعين؟ ...وكيف يمكن لنا نحن خدام الحسين وزائريه ومحبه إن نبيقي فيض الحسين ع فينا على مدار السنه بنفس الهمة ؟

لعل من يتامل زيارة الأربعين وما يسبقها من مقدمات في شهر محرم يرى جيدا كيف أننا ننهل من فيض الحسين فكريأ وعقائديا من خلال المجالس الحسينة التي تاخذنا إلى معين صاف يغسل ارواحنا من كل معتقد خاطى ويعرفنا ماهية الحسين ولاي شيء قتل. كما تفيض علينا عاطفيا فتغسل ارواحنا بالبكاء والحزن لترفض ارواحنا اي ظلم واعتداء على الانسان بوصفه المجرد فكيف بابن بنت رسول الله الذي كان ذنبه السعي الأحياء المجتمع وايقاضه من غفلته ؟

إن هذا التزود الروحي والفكري والعاطفي من الأمام الحسين في ايام محرم وأن كان موجود في بقية أيام السنة الا إن الكثرة والتكرار والتركيز هو الذي يجعل محبي الأمام الحسين يقتربون من مصدر الخير والفضائل الذي خصه الله بخصائص دونا عن غيره حتى من إل البيت فهو السفينة الاوسع والاسرع ...هذا الاقتراب والتزود والجو الإلهي المحمدي الحسيني الذي نعيشه هو سبب انعكاس الفيض الحسيني على خدام وزائري ومحبي الحسين ع سلوكيا في الأربعين ..فلو اردنا إن نبقي جذوة الفيض الحسيني فينا على مدار السنة فما علينا الا إن نرتبط بالحسين ع في كل سكنة وحركة وكل شهقة وزفرة فلا نبتعد عن مصدر طاقة الخير (الحسين ) فإن حافظنا على هذا الإرتباط بنفس القوة كنا في كل ايامنا مثالا للفضائل الحسينة ..