لم يكن حينها نعرف عن (متلازمة داون) سوى أنّها اضطراب وراثي يسبّب تغيّرات في النمو وفي الملامح الجسديّة، ولكن عندما التقينا بوالدة الزائر (حسين أسعد سجاد) وهي تدفع عربته، وعيناها تراقب حركة أخواته، عرفنا حينها ما يميّز المصاب بتلك المتلازمة، والذي يسميه الناس بـ(المنغولي) وتبدو على وجهه البراءة، والعفوية في حركاته ونظراته، حتى تجعلك مندهشاً مردّداً القول: (ولله في خلقه شؤون).
رأتنا والدته القادمة من النجف الأشرف من بعيد، ونحن نخطو نحوها، فتوقفت احتراماً وحياءً، تنتظر ما نقوله لها، فهي تعرف أن ما يميّز مجموعتها ابنها (حسين) ذات السبع سنين، فألقينا عليها التحية والسلام، وردّت هي بأحسن منها، وهي تتجنب كامرتنا التي بدأت تلتقط الصور.
فسألناها عن بدء مسيرها وعما شاهدته وواجهته من صعوبات، فقالت: إنها ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة إن شاء الله تعالى، ولعل ما يحصل - بعض الأحيان - من مضايقات في الطريق، سببه إما استغراب الناس من سلوكيات ابنها أو لإشفاقهم عليه، فطريق (يا حسين) تختفي فيه الكثير من المظاهر السلبية، إلاّ ما تراه حسناً تشرق فيه النفوس بكلّ ما هو خير، وتجعلك تشعر أن هناك قلباً يحتويك مع هذه الجموع، يشعرك بالأمن والطمأنينة والثقة.
شَكَرْنا أمّ حسين على سعة صدرها، وتركناها تلهج بالشكر لله على ما أنعم، وتتضرّع إليه في أن يزول الوباء عن جميع الناس بحرمة من توجهت إليه قلوبهم قبل أن تخطو أقدامهم؛ قبلة الأحرار وسيد شباب أهل الجنة، ومن بشفاعته نحظى بالجنان.
المصوّر: علي الســــلامي
المراسل: عبدالله الشـيباوي
المعدّ: علي الخفـــــــــاجي
المتابع: عبدالرّحمن اللّامي