يبدو أنّ العراقيّ لن يرى السعادة في حياته الدنيا هذه، فالحكومات المتسلّطة عليه منذ أعماق التاريخ كان أغلبها ديكتاتوريّاً متسلّطاً عاشقاً للحروب وللدماء، والسيد (موفّق عبد أحمد) من محافظة بابل هو نموذج للعراقي الذي تكالبت عليه النوائب واحدة تلو الأخرى.
فقد سيق السيد (موفّق) الى المشاركة في الحرب العراقيّة الإيرانيّة قهراً، كما سيق مئات الآلاف من العراقيين إليها، وبسبب الرعب والخوف من هول الحرب أُصيب بمرض السكري، وقد سقطت بقربه قذيفة من قذائف المدفعية فقطعت نصف أخمص القدم.
وبعد إصابته لم يكن بمقدوره السير إلاّ بمعاونة العكّازتيْن، ورغم عَوَقِهِ فهو يعمل موظفاً في معمل النسيج بمحافظة بابل، من أجل توفير الحياة الكريمة له ولعائلته.
رغم قِصَر المسافة يقطع الزائر (موفّق عبد أحمد) الطريق سيراً من محافظة بابل الى كربلاء المقدّسة بسبعة أيام، وذلك بسبب عَوَقِهِ في قدمه كانت حركته مقيّدة، فهو يمشي بشكل متقطّع، إلاّ أنّه مصرٌّ على أداء الزيارة الأربعينيّة لمعشوقه الإمام الحسين (عليه السلام).
ولم تكن هذه السنة الأولى له وهو على طريق (يا حسين) وإنما هي جزء من سلسلة مستمرّة من المسير منذ سنة ٢٠٠٩م الى يومنا، لشدّة تعلّقه بأهل البيت (عليهم السلام) وهذا دأبه حتى في زمن الطاغية (صدام) الذي كان يمنع السير الى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وقد تصل عقوبة الزائر الى الإعدام في بعض الأحيان، كان (موفّق) محافظاً على الزيارة في أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السّلام).
ولمّا سألناه عن أولى طلباته وأمنياته التي سيدعو بها الله في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: سأطلبُ من الله بجاه الإمام الحسين ومكانته لديه أن يُبعد هذا الوباء عن هذه البلاد، وأن يكتب الله لي الكرّة مراراً وتكراراً لزيارة سيدي ومولاي أبي عبدالله الحسين (عليه السّلام) ما أبقاني حيّاً.
وأضاف موفّق: واللهِ لا أستطيع وصف شوقي ولهفتي لرؤية قبّة الإمام الحسين (عليه السلام) وإنّي كلّما اقتربتُ من كربلاء المقدّسة يزداد حبّي وهيامي بسيدي وإمامي..
المصوّر: حسين العطّــــــار
المراسل: مصطفى حيّــاوي
المحرّر: عبــــــاس الصبّاغ
المتابع: عبـدالرّحمن اللّامي