- تعرف على منارة (موجدة).. صرح ٌ أثري مازال حاضراً في كربلاء
- الكاتب:
- تاريخ الإضافة:15/12/2020
- المشاهدات:881
- تم الاضافة بواسطة:عمار الخالدي
تعرف على منارة (موجدة).. صرح ٌ أثري مازال حاضراً في كربلاء
تقع آثار موجدة على طريق عين التمر الى يسار خط السير بمسافة 40كم عن مركز محافظة كربلاء المقدسة وتبعد عن كهوف الطار حوالي 14كم جنوبا في منطقة صحراوية قاحلة ليس فيها سوى هذا الاثر ، البناء الذي هو عبارة عن برج عال مبني من الآجر القديم المربع الشكل الاحمر اللون والجص .
وسميت منارة موجدة (موقدة) وهي كلمة محلية جاءت بسبب إيقاد النيران في أعاليها حيث كان يوضع على قمة البرج زيت ثم تشعل النار فيه ليلا لإرشاد الضالين في الصحراء المترامية الأطراف، حيث عند رؤيتهم للنار المستعرة والتي ترى من مسافات بعيدة ليلاً ليتجه إليها المسافرون والقوافل، وهي تقع على هضبة عالية في منتصف الطريق بين خان العطشان الذي يبعد عنها 10كم جنوبا وبين حصن الاخيضر الذي يبعد عنها15كم شمالاً، وهي تكاد تكون مرتبطة تاريخيا مع هذين الصرحين فالواصل إليها أيقن بالوصول إلى احدهما، ويعود تاريخ بناءها إلى فترة بناء خان العطشان لإرشاد الحجاج، ولتشابه مادة بناءها من الطابوق الفرشي والنورة لما موجود في الخان .
المنارة او البرج على شكل اسطواني ، المساحة من القاعدة ( 5 × 5 م ) والقاعدة مزينة بحنيات زخرفية تنتهي بعقود نصف دائرية من الآجر بواقع ثلاثة حنايا في كل ضلع بعد القاعدة المربعة، يبدأ الشكل الاسطواني حيث يمتد إلى أعلى المنارة ولكنه مختلف في الزخارف الآجرية التي تزين كل قسم فالقسم الأول وعلى ارتفاع 2م يكون مصمتا وخاليا من الزخارف ثم يبدأ الإفريز الزخرفي الثاني، وهو على شكل كسرات متعاقبة وبارتفاع 2م ثم شريط زخرفي ثالث مكون من تداخل الطابوق فيما بينه . ثم قمة المنارة وهي على شكل حنيات إلى الداخل وفيها مزاغل لرمي السهام تنتهي بعقود اسطوانية مشابهة لما موجود في قاعدة المنارة، وارتفاعه الحالي يبلغ تقريبا ( 12 م ) ، اما القسم المتهدم من الاعلى فيقدر ارتفاعه بين ( 5 ـ 6 م ) ، يوجد للمنارة سلم حلزوني داخلي يبدأ الارتقاء إليه من القاعدة المربعة وصولا إلى أعلى المنارة التي ترى منه مناظر خلابة لإمتداد الصحراء حولك من كل جانب ، ولا يزال قويا رغم تقادم السنين .
يعتقد من خلال الدراسات الأثرية ان هذا البرج ( موجدة ) هو برج للمراقبة العسكرية فقط حيث لم يتم العثور على آثار تدل على وجود مستوطنه في هذه المنطقة الصحراوية سوى بعض الكسور من أواني فخارية ملونة ، كما ان مكان البرج يثير بعض الشكوك لوقوعه في منطقة صحراوية كما اسلفنا بالاضافة لقربها من منطقة الطار ، وتتوسط منطقة جنوب كربلاء والاخيضر.
متابعة وتصوير: عمار الخالدي