بقلم: شيماء الحسيني

نتشرف نحن المحبون والموالون لمحمد وآله صلوات الله عليهم جميعا بزيارتهم ونسعى لان نكون مهذبين مؤدبين بحضرتهم ولعل الادب يختصر بعبارة واحدة هي ان نعيش حياتهم ونستذكر ما مروا به من مصائب عند وقوفنا بحضرتهم لا ان نسلم على مجهول او غائب لان الائمة شهداء، والشهيد حي فكيف بسادة الشهداء وأئمتهم ؟!
ومن جملة الزيارات للمعصومين عليهم السلام، بل ومن أعظمها سندا ومتنا هي زيارة أمين الله التي وردت عن الامام زين عابدين عليه السلام وحث الائمة جميعا على المواظبة عليها في جميع المشاهد وليس فقط في مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام.

ومن الجميل والمهم ان تستحضر قبل قراءتها مقام المعصوم والاعتراف بالتقصير والتفكر والبكاء فاذا نزلت دموعك أيها الموالي وبكيت فاعلم انك تعيش حالة من التفاعلات الروحانية لان البكاء آية من آيات الله التي تحدث بحدوث تغيير في نفس الانسان قال تعالى (هو الذي اضحك وابكى ) النجم/43 .
ان مما يميز زيارة امين الله الخاصة بأمير المؤمنين علي عليه السلام هو عدم ذكر اسمه سلام الله عليه بل وردت مقاماته ومن أولى هذه المقامات هو الأمين فانت تقول في الزيارة "السلام عليك يامين الله في ارضه " اذ هو الحافظ والأمين على كل ما في الأرض بل هو الأمين علي جميع الخلق من هوام الأرض و سباعها وانعامها و اشجارها و كل ما يطلق عليه خلق الله .

كما ورد في الروايات بهذا الخصوص فعن ابي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام انه قال (مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لَا مِنْ آدَمِيٍّ وَ لَا إِنْسِيٍّ وَ لَا جِنِّيٍّ وَ لَا مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ إِلَّا وَ نَحْنُ الْحُجَجُ عَلَيْهِمْ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا وَ قَدْ عُرِضَ وَلَايَتُنَا عَلَيْهِ وَ احْتُجَّ بِنَا عَلَيْهِ فَمُؤْمِنٌ بِنَا وَ كَافِرٌ وَ جَاحِدٌ حَتَّى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ) بحار الانوار ج27/ص46

كما ان الأمين هو احد مقومات كماله سلام الله عليه، ومعناه أن الإمام عنده خزائن التشريع والتكوين! وقد ورد لفظ الأمانة والأمين في القرآن والأحاديث ليتضح لنا هذا المقام العظيم، اذ وصف الله به كبار الرسل: قال تعالى على لسان رسله وانبيائه (إني لكم رسول أمين) الآيات/107، 125 ، 143 126 ، الآية 18 سورة الدخان ،ووصف به سيد الملائكة جبرئيل( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين. (

فهو سلام الله عليه امين الله في ارضه وهو الأمير ، الأمير لسائر خلق الله، وللمؤمنين خاصةً فهم من رضوا به إماماً واتخذوه أميراً يأتمرون بأوامره.

لان المؤمن هو الذي يعرف ان له أمير وعليه أن يكون مأمور يعمل بكل ما يأمره به أميره.
نسأل الله ان نكون ممن رضى بولاية علي عليه السلام وإمرته وأتمر بأوامره في الدنيا والاخرة.