عُدّت الزيارة الأربعينيّة للإمام الحسين (عليه السلام) من علامات المؤمن الخمسة، كما ورد في الحديث الشريف للأمام العسكري (عليه السلام) حيث قال (عليه السّلام): "عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"
ومع اقتراب يوم الزيارة وهو يوم العشرين من شهر صفر الخير تزداد لهفة عشاق الحسين عليه السلام لموعد الزيارة مع معشوقهم، ومع دنوّهم سيراً على الأقدام من ضريحه المقدّس يشتدّ شوقهم لرؤيته.
وهذا هو حال الشاب المُعاق (عباس) من محافظة بغداد، والبالغ من العمر 32 عاماً، فهو يأتي كلّ عام بكرسيّه المتحرك الى كربلاء المقدسة ومعه والده وأخوته الأصغر منه، متحملاً كلّ مشقّات الطريق وعناء السفر والسهر، من أجل الوصول الى محبوبه الإمام الحسين (عليه السلام) رغم ظروفه الخاصة التي يعاني منها، وهي الضمور في بعض خلايا الدماغ، لكنّه أحبّ الحسين عليه السلام بفطرته، متحدّياً كلّ الصعاب.
وعند سؤالنا لوالد (عباس): ما سبب مجيئك الى كربلاء وأنت تصحب (عباس) معك وهو بهذه الحالة مع مشقّة الطريق ووعثاء السفر؟ فيُجيبنا ودموعه تسبق جوابه: عندما نبدأ بتجهيز أنفسنا الى السير في طريق العشق الحسيني يبدأ عباس بالبكاء والنحيب، خوفاً من أن نتركه في البيت، لذلك عندما أرى منظره وهو يبكي أتألّم كثيراً وأبكي معه مضطرّاً أن أصحبه معي للزيارة طلباً للشفاعة والأجر والثواب.
ويُضيف والد (عباس): ورغم وعورة الطريق ومشقّته لكنّ (عباس) لا يتبرّم ولا ينزعج ولا يبدو عليه التعب، لأنّه يُدرك قيمة الهدف الذي نحن سائرون من أجله..
المصوّر: علي النجــــــــــار
المراسل: غســــــان العكابي
المحرّر: عبدالرحمن اللامي