قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام
  • ومضة قرآنية - الأم الواعية
  • الكاتب:طاهرة الموسوي
  • تاريخ الإضافة:11/05/2023
  • المشاهدات:433
  • تم الاضافة بواسطة:Maitham.Ninawa

ومضة قرآنية - الأم الواعية

 

كانت هناك امرأة صالحة مضت سنوات على زواجها بغير أن تُرزق مولوداً، فتوجّهت إلى الله تعالى بمجامع قلبها طالبةً منه أن يرزقها مولوداً، فاستجاب الله دعاءها الخالص، ولم تمضِ مدّة طويلة حتّى حملت، فتوجهت إلى الله تعالى: ((إذ قالت امرأت عمران ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محرراً)) أي نذرتْ للسماء أن تُمحّض وليدها للخدمة في المسجد، ودعت الله أن يتقبل نذرها: ((فتقبّل منّي إنك أنت السميع العليم)).


((فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبّ ِإِنّىِ وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالاْنثَى))، أي عندما وجدت أن الوليد (أنثى) وليس (غلاماً) ذُهلت لأنها بُشرت بأن المولود سيكون ذكراً، إلاّ أن الذهول هنا محفوف بوعي عبادي لم ينقلها كأيّة شخصية عادية من صعيد الشخصية المتماسكة إلى شخصية مهزوزة، بل بقيت على تماسك واتزان يتناسب مع الشخصية العبادية التي تكِل الأمور إلى السماء، وترضى بالقضاء والقدر اللذين ترسمهما السماء، ثم أنهت الموقف بتسمية ابنتها:((وإني سميتها مريم))، ومعنى مريم في لغتهم عصرئذٍ العابدة والخادمة، وفي هذا يظهر منتهى اشتياق هذه الأُمّ الطاهرة لوقف وليدها على خدمة الله، لذلك طلبت من الله بعد أن سمّتها أن يحفظها ونسلها من وسوسة الشياطين، وأن يرعاهم بحمايته ولطفه ((وإنّي أُعيذها بِكَ وذُرّيتها من الشيطان الرجيم)).


هذا الموقف من امرأة عمران الذي بدأ بالنذر، والتسمية، والدعاء، وتقديم المولود فعلاً، إلى من يعنيهم الأمر في المسجد، يفصح عن وعيها الحاد، وإدراكها لمهمة الكائن الإنساني الذي ينبغي أن يتمحّض لما خُلِق من أجله، وليس مجرد كونه كائناً يدبّ على الأرض، ويعمل لإشباع حاجاته الحيوية والنفسية، وهذا ما يجب أن تُفكر فيه كل أنثى بل كل إنسان عندما يطلب مولوداً.

 

 


التالي السابق